نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 233
يا رسول الله أنزل عليك هذا من الجنة تعجباً وكان قد أهداه إليه المقوقس ملك الإسكندرية فأراد أن يكرمه بلبسه ثم نزعه وأرسل به إلى رجل من المشركين وصله به ثم حرم لبس الحرير والديباج
وكأنه إنما لبسه أولاً تأكيداً للتحريم كما لبس خاتماً من ذهب يوماً ثم نزعه [1] فحرم لبسه على الرجال وكما قال لعائشة في شأن بريرة اشترطي لأهلها الولاء [2] فلما اشترطته صعد عليه السلام المنبر فحرمه وكما أباح المتعة ثلاثاً ثم حرمها لتأكيد أمر النكاح [3] وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها علم فلما سلم قال شغلى النظر إلى هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيته [4] يعنى كساءه فاختار لبس الكساء على الثوب الناعم وكان شراك نعله قد أخلق فأبدل بسير جديد فصلى فيه فلما سلم قال أعيدوا الشراك الخلق وانزعوا هذا الجديد فإني نظرت إليه في الصلاة ولبس خاتماً من ذهب ونظر إليه على المنبر نظرة فرمي به فقال شغلى هذا عنكم نظرة إليه ونظرة إليكم [5] وكان صلى الله عليه وسلم قد احتذى مرة نعلين جديدين فأعجبه حسنهما فخر ساجداً وقال أعجبني حسنهما فتواضعت لربي خشية أن يمقتني ثم خرج بهما فدفعهما إلى أول مسكين رآه (6)
وعن سنان بن سعد قال حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من صوف أنمار وجعلت حاشيتها سوداء فلما لبسها قال انظروا ما أحسنها ما ألينها قال فقام إليه أعرابي فقال يا رسول الله هبها لي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئاً لم يبخل به قال فدفعها إليه وأمر أن يحاك له واحدة أخرى فمات صلى الله عليه وسلم وهي في المحاكة (7)
وعن جابر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله تعالى عنها وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل فلما نظر إليها بكى وقال يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا لنعيم الأبد فأنزل الله عليه {ولسوف يعطيك ربك فترضى} [8] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوماً يضحكون جهراً من سعة رحمه الله تعالى ويبكون سراً من خوف عذابه مؤنتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يلبسون الخلقان ويتبعون الرهبان أجسامهم في الأرض وأفئدتهم عند العرش [9] فهذه كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الملابس وقد أوصى أمته عامة باتباعه إذ قال من أحبني فليستن بسنتي [10] وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ [11] وقال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها خاصة وقال إن أردت اللحوق بي فإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي ثوباً حتى ترقعيه [12] وعد على قميص عمر رضي الله عنه اثنتا عشرة رقعة بعضها من أدم [1] حديث لبس يوما خاتما من ذهب ثم نزعه متفق عليه وقد تقدم [2] حديث قال لعائشة في شأن بريرة اشترطي لأهلها الحديث متفق عليه من حديثها [3] حديث أباح المتعة ثلاثاً ثم حرمها أخرجه مسلم من حديث سلمة بن الأكوع [4] حديث صلى في خميصة لها علم الحديث متفق عليه وقد تقدم في الصلاة [5] حديث لبس خاتما فنظر إليه على المنبر فرمى به وقال شغلني هذا عنكم الحديث تقدم
(6) حديث احتذى نعلين جديدين فأعجبه حسنهما الحديث تقدم
(7) حديث سنان بن سعد حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة صوف من صوف أنمار الحديث رواه أبو داود الطيالسي والطبراني من حديث سهل بن سعد دون قوله وأمر أن يحاك له أخرى فهي عند الطبراني فقط وفيه زمعة بن صالح ضعيف ويقع في كثير من نسخ الإحياء سيار بن سعد وهو غلط [8] حديث جابر دخل على فاطمة وهي تطحن بالرحى الحديث أخرجه أبو بكر بن لال في مكارم الأخلاق بإسناد ضعيف [9] حديث إن من خيار أمتي فيما آتاني العلي الأعلى قوماً يضحكون جهراً من سعة رحمة ربهم ويبكون سراً من خوف عذابه الحديث تقدم وهو عند الحاكم والبيهقي في الشعب وضعفه [10] حديث من أحبني فليستن بسنتي تقدم في النكاح [11] حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الحديث رواه أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية [12] حديث قال لعائشة إن أردت اللحوق بي فإياك ومجالسة الأغنياء أخرجه الترمذي وقال غريب والحاكم وصححه من حديث عائشة وقد تقدم
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 233