responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 151
الرجاء إلى الله تعالى إذ ساقهم بسياط الخوف أولاً فلما خرج ذلك بهم عن حد الاعتدال إلى إفراط اليأس داواهم بدواء الرجاء وردهم إلى الاعتدال والقصد والآخر لم يكن مناقضاً للأول ولكن ذكر في الأول ما رآه سبباً للشفاء واقتصر عليه فلما احتاجوا إلى المعالجة بالرجاء
ذكر تمام الأمر فعلى الواعظ أن يقتدي بسيد الوعاظ فيتلطف في استعمال أخبار الخوف والرجاء بحسب الحاجة بعد ملاحظة العلل الباطنة وإن لم يراع ذلك كان ما يفسد بوعظه أكثر مما يصلح وفي الخبر لو لم تذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم [1] وفي لفظ آخر لذهب بكم وجاء بخلق يذنبون فيغفر لهم إنه هو الغفور الرحيم وفي الخبر لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو شر من الذنوب قيل وما هو قال العجب [2] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بيده لله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها [3] وفي الخبر ليغفرن الله تعالى يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب أحد حتى إن إبليس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه [4] وفي الخبر إن لله تعالى مائة رحمة ادخر منها عنده تسعاً وتسعين رحمة وأظهر منها في الدنيا رحمة واحدة فبها يتراحم الخلق فتحن الوالدة على ولدها وتعطف البهيمة على ولدها فإذا كان يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسع والتسعين ثم بسطها على جميع خلقه وكل رحمة منها طباق السموات والأرض قال فلا يهلك على الله يومئذ إلا هالك [5] وفي الخبر ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة ولا ينجيه من النار قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ [6] وقال عليه أفضل الصلاة والسلام اعملوا وابشروا واعلموا أن أحداً لن ينجيه عمله [7] وقال صلى الله عليه وسلم إني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي أترونها للمطيعين المتقين بل هي للمتلوثين المخلطين [8] وقال صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة السهلة [9] وقال صلى الله عليه وسلم وعلى كل عبد مصطفى أحب أن يعلم أهل الكتابين أن في ديننا سماحة [10] ويدل على معناه استجابة الله تعالى للمؤمنين في قولهم {ولا تحمل عليناً إصراً} وقال تعالى {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} وروى محمد بن الحنفية عن علي رضي الله تعالى عنهما أنه قال لما نزل قوله تعالى {فاصفح الصفح الجميل} قال يا جبريل وما الصفح الجميل قال عليه السلام إذا عفوت عمن ظلمك فلا تعاتبه فقال يا جبريل فالله تعالى أكرم من أن يعاتب من عفا عنه فبكى جبريل وبكى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الله تعالى

[1] حديث لو لم تذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم وفي لفظ لذهب بكم الحديث أخرجه مسلم من حديث أبي أيوب واللفظ الثاني من حديث أبي هريرة قريبا منه
[2] حديث لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو شر من الذنوب قيل ما هو قال العجب أخرجه البزار وابن حبان في الضعفاء والبيهقي في الشعب من حديث أنس وتقدم في ذم الكبر والعجب
[3] حديث والذي نفسي بيده لله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها متفق عليه من حديث عمر بنحوه
[4] حديث ليغفرن الله تعالى يوم القيامة مغفرة ما خطرت قط على قلب أحد الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف
[5] حديث إن الله تعالى مائة رحمة الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة
[6] حديث ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم
[7] حديث اعملوا وابشروا واعلموا أن أحداً لن ينجيه عمله تقدم أيضا
[8] حديث إني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي الحديث أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة لكل نبي دعوة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي ورواه مسلم من حديث أنس وللترمذي من حديثه وصححه وابن ماجه من حديث جابر شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ولإبن ماجه من حديث أبي موسى ولأحمد من حديث ابن عمر خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين الحديث وفيه من لم يسم
[9] حديث بعثت بالحنيفية السمحة السهلة أخرجه أحمد من حديث أبي أمامة بسند ضعيف دون قوله السهلة وله وللطبراني من حديث ابن عباس أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة وفيه محمد بن إسحاق رواه بالعنعنة
[10] حديث أحب أن يعلم أهل الكتاب أن في ديننا سماحة رواه أبو عبيد في غريب الحديث وأحمد
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست