نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 157
كِتَابُ آدَابِ الْأُلْفَةِ وَالْأُخُوَّةِ وَالصُّحْبَةِ وَالْمُعَاشَرَةِ مَعَ أصناف الخلق
وهو الكتاب الخامس من ربع العادات الثاني بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي غمر صفوة عباده بلطائف التخصيص طولاً وامتناناً وألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخواناً ونزع الغل من صدورهم فظلوا في الدنيا أصدقاء وأخداناً وفي الآخرة رفقاء وخلاناً
والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه واقتدوا به قولاً وفعلاً وعدلاً وإحساناً
أما بعد فإن التحاب في الله تعالى والأخوة في دينه من أفضل القربات وألطف ما يستفاد من الطاعات في مجاري العادات ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدورات ونزغات الشيطان فبالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى ونحن نبين مقاصد هذا الكتاب في ثلاثة أبواب
الباب الأول في فضيلة الألفة والأخوة في الله تعالى وشروطها ودرجاتها وفوائدها
الباب الثاني في حقوق الصحبة وآدابها وحقيقتها ولوازمها
الباب الثالث في حق المسلم والرحم والجوار والملك وكيفية المعاشرة مع من قد بلي بهذه الأسباب
الباب الأول في فضيلة الألفة والأخوة وفي شروطها ودرجاتها وفوائدها فَضِيلَةُ الْأُلْفَةِ وَالْأُخُوَّةِ
اعْلَمْ أَنَّ الْأُلْفَةَ ثَمَرَةُ حُسْنِ الْخُلُقِ وَالتَّفَرُّقَ ثَمَرَةُ سُوءِ الْخُلُقِ فَحُسْنُ الْخُلُقِ يُوجِبُ التَّحَابَّ وَالتَّآلُفَ وَالتَّوَافُقَ وَسُوءُ الْخُلُقِ يثمر التباغض والتحاسد والتدابر ومهما كان المثمر محموداً كانت الثمرة محمودة وحسن الخلق لا تخفى فِي الدِّينِ فَضِيلَتُهُ وَهُوَ الَّذِي مَدَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ قَالَ {وإنك لعلى خلق عظيم} وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ [1] وَقَالَ أسامة بن شريك قلنا يا رسول الله ما خير ما أعطى الإنسان فقال خلق حسن [2] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ محاسن الأخلاق [3] وقال صلى الله عليه وسلم أثقل ما يوضع في الميزان خلق حسن [4] وقال صلى الله عليه وسلم ما حسن الله خلق امريء وخلقه فيطعمه النار [5] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هريرة عليك بحسن الخلق [1] حديث أول ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق أخرجه الترمذي والحاكم من حديث أبي هريرة وقال صحيح الإسناد وقد تقدم [2] حديث أسامة بن شريك يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان قال خلق حسن أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح [3] حديث بعثت لأتمم مكارم الأخلاق رواه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة [4] حديث أثقل ما يوضع في الميزان خلق حسن رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي الدرداء وقال حسن صحيح [5] حديث ما حسن الله خلق امريء وخلقه فتطعمه النار أخرجه ابن عدي والطبراني في مكارم الأخلاق وفي الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي هريرة قال ابن عدي في إسناده بعض النكرة
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 157