responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 56
رشدا فَلم يَجِيء ممتحنا وَلَا متعلما وَإِنَّمَا جَاءَ متعلما مستزيدا علما إِلَى علمه وَكفى بِهَذَا فضلا وشرفا للْعلم فَإِن نَبِي الله وكليمه سَافر ورحل حَتَّى لقى النصب من سَفَره فِي تعلم ثَلَاث مسَائِل من رجل عَالم وَلما سمع بِهِ لم يقر لَهُ قَرَار حَتَّى لقِيه وَطلب مِنْهُ مُتَابَعَته وتعليمه وَفِي قصتهما عبر وآيات وَحكم لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكرهَا الْوَجْه الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لينفروا كَافَّة فلولا نفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة ليتفقهوا فِي الدّين ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا اليهم لَعَلَّهُم يحذرون ندب تَعَالَى الْمُؤمنِينَ الى التفقه فِي الدّين وَهُوَ تعلمه وانذار قَومهمْ إِذا رجعُوا اليهم وَهُوَ التَّعْلِيم وَقد اخْتلف فِي الاية فَقيل الْمَعْنى ان الْمُؤمنِينَ لم يَكُونُوا لينفروا كلهم للتفقه والتعلم بل يَنْبَغِي ان ينفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة تتفقه تِلْكَ الطَّائِفَة ثمَّ ترجع تعلم القاعدين فَيكون النفير على هَذَا نفير تعلم والطائفة تقال على الْوَاحِد فَمَا زَاد قَالُوا فَهُوَ دَلِيل على قبُول خبر الْوَاحِد وعَلى هَذَا نفير تعلم والطائفة تقال على الْوَاحِد فَمَا زَاد قَالُوا فَهُوَ دَلِيل على قبُول خير الْوَاحِد وعَلى هَذَا حملهَا الشَّافِعِي وَجَمَاعَة وَقَالَت طَائِفَة اخرى الْمَعْنى وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لينفروا إِلَى الْجِهَاد كلهم بل يَنْبَغِي ان تنفر طَائِفَة للْجِهَاد وَفرْقَة تقعد تتفقه فِي الدّين فَإِذا جَاءَت الطَّائِفَة الَّتِي نفرت فقهتها الْقَاعِدَة وعلمتها مَا انْزِلْ من الدّين والحلال وَالْحرَام وعَلى هَذَا فَيكون قَوْله ليتفقهوا ولينذروا للفرقة الَّتِي نفرت مِنْهَا طَائِفَة وَهَذَا قَول الاكثرين وعَلى هَذَا فالنفير نفير جِهَاد على اصله فَإِنَّهُ حَيْثُ اسْتعْمل إِنَّمَا يفهم مِنْهُ الْجِهَاد قَالَ الله تَعَالَى {انفروا خفافا وثقالا وَجَاهدُوا بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ} وَقَالَ النَّبِي لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة وَإِذا استنفرتم فانفروا وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف من هَذِه اللَّفْظَة وعَلى الْقَوْلَيْنِ فَهُوَ ترغيب فِي التفقه فِي الدّين وتعلمه وتعليمه فَإِن ذَلِك يعدل الْجِهَاد بل رُبمَا يكون افضل مِنْهُ كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيره فِي الْوَجْه الثَّامِن وَالْمِائَة ان شَاءَ الله تَعَالَى الْوَجْه السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ قَوْله تَعَالَى {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ} قَالَ الشَّافِعِي رضى الله عَنهُ لَو فكر النَّاس كلهم فِي هَذِه السُّورَة لكفتهم وَبَيَان ذَلِك ان الْمَرَاتِب اربعة وباستكمالها يحصل للشَّخْص غَايَة كَمَاله احداها معرفَة الْحق الثَّانِيَة عمله بِهِ الثَّالِثَة تَعْلِيمه من لَا يُحسنهُ الرَّابِعَة صبره على تعلمه وَالْعَمَل بِهِ وتعليمه فَذكر تَعَالَى الْمَرَاتِب الاربعة فِي هَذِه السُّورَة واقسم سُبْحَانَهُ فِي هَذِه السُّورَة بالعصر ان كل اُحْدُ فِي خسر الا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وهم الَّذين عرفُوا الْحق وَصَدقُوا بِهِ فَهَذِهِ مرتبَة وَعمِلُوا الصَّالِحَات وهم الَّذين عمِلُوا بِمَا علموه من الْحق فَهَذِهِ مرتبَة اخرى وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وصّى بِهِ بَعضهم بَعْضًا تَعْلِيما وارشادا فَهَذِهِ مرتبَة ثَالِثَة وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ صَبَرُوا على الْحق ووصى بَعضهم بَعْضًا بِالصبرِ عَلَيْهِ والثبات فَهَذِهِ مرتبَة رَابِعَة وهذانهاية الْكَمَال فَإِن الْكَمَال ان يكون الشَّخْص كَامِلا فِي نَفسه مكملا لغيره وكماله باصلاح قوتيه العلمية والعملية فصلاح الْقُوَّة العلمية بالايمان

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست