responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 52
ابْن قُتَيْبَة وَالْجُمْهُور الْحِكْمَة إِصَابَة الْحق وَالْعَمَل بِهِ وَهِي الْعلم النافع وَالْعَمَل الصَّالح الْوَجْه السَّابِع وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ عدد نعمه وفضله على رَسُوله وَجعل من اجلها ان آتَاهُ الْكتاب وَالْحكمَة وَعلمه مَا لم يكن يعلم فَقَالَ تَعَالَى وَأنزل الله عَلَيْك الْكتاب وَالْحكمَة وعلمك مَا لم تكن تعلم وَكَانَ فضل الله عَلَيْك عَظِيما الْوَجْه الثَّامِن وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ ذكر عباده الْمُؤمنِينَ بِهَذِهِ النِّعْمَة وَأمرهمْ بشكرها وَأَن يذكروه على إسدائها اليهم فَقَالَ تَعَالَى كَمَا ارسلنا فِيكُم رَسُولا مِنْكُم يَتْلُو عَلَيْكُم آيَاتنَا ويزكيكم ويعلمكم الْكتاب وَالْحكمَة ويعلمكم مَا لم تَكُونُوا تعلمُونَ فاذكروني اذكركم واشكروا لي وَلَا تكفرون الْوَجْه التَّاسِع وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ لما اخبر مَلَائكَته بِأَنَّهُ يُرِيد ان يَجْعَل فِي الارض خَليفَة قَالُوا لَهُ اتجعل فِيهَا من يفْسد فِيهَا ويسفك الدِّمَاء وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك ونقدس لَك قَالَ اني اعْلَم مَالا تعلمُونَ وَعلم آدم الاسماء كلهَا ثمَّ عرضهمْ على الْمَلَائِكَة فَقَالَ انبئوني باسماء هَؤُلَاءِ ان كُنْتُم صَادِقين قَالُوا سُبْحَانَكَ لاعلم لنا الا مَا علتمنا كلمتناانك انت الْعَلِيم الْحَكِيم الى آخر قصَّة آدم وَأمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم فَأبى ابليس فلعنه وَأخرجه من السَّمَاء وَبَيَان فضل الْعلم من هَذِه الْقِصَّة من وُجُوه احدها انه سُبْحَانَهُ رد على الْمَلَائِكَة لما سَأَلُوهُ كَيفَ يَجْعَل فِي الارض من هم اطوع لَهُ مِنْهُ فَقَالَ اني اعْلَم مَالا تعلمُونَ فَأجَاب سُؤَالهمْ بِأَنَّهُ يعلم من بواطن الامور وحقائقها مَالا يعلمونه وَهُوَ الْعَلِيم الْحَكِيم فَظهر من هَذَا الْخَلِيفَة من خِيَار خلقه وَرُسُله وأنبيائه وصالحي عباده وَالشُّهَدَاء وَالصديقين وَالْعُلَمَاء وطبقات اهل الْعلم والايمان من هُوَ خير من الْمَلَائِكَة وَظهر من ابليس من هُوَ شَرّ الْعَالمين فَأخْرج سُبْحَانَهُ هَذَا وَهَذَا وَالْمَلَائِكَة لم يكن لَهَا علم لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا وَلَا بِمَا فِي خلق آدم واسكانه الارض من الحكم الباهرة الثَّانِي انه سُبْحَانَهُ لما اراد اظهار تَفْضِيل آدم وتمييزه وفضله ميزه عَلَيْهِم بِالْعلمِ فَعلمه الاسماء كلهَا ثمَّ عرضهمْ على الْمَلَائِكَة فَقَالَ انبئوني باسماء هَؤُلَاءِ إِن كُنْتُم صَادِقين جَاءَ فِي التَّفْسِير انهم قَالُوا لن يخلق رَبنَا خلقا هُوَ اكرم عَلَيْهِ منا فظنوا انهم خير وافضل من الْخَلِيفَة الَّذِي يَجعله الله فِي الارض فَلَمَّا امتحنهم بِعلم مَا علمه لهَذَا الْخَلِيفَة اقروا بِالْعَجزِ وَجَهل مَا لم يعلموه فَقَالُوا سُبْحَانَكَ لاعلم لنا إِلَّا مَا علمتنا انك انت الْعَلِيم الْحَكِيم فَحِينَئِذٍ اظهر لَهُم فضل آدم بِمَا خصّه بِهِ من الْعلم فَقَالَ يَا آدم انبئهم باسمائهم فَلَمَّا انبأهم بِأَسْمَائِهِمْ أقرُّوا لَهُ بِالْفَضْلِ الثَّالِث انه سُبْحَانَهُ لما ان عرفهم فضل آدم بِالْعلمِ وعجزهم عَن معرفَة مَا علمه قَالَ لَهُم الم اقل لكم اني اعْلَم غيب السَّمَوَات والارض وَاعْلَم مَا تبدون وَمَا كُنْتُم تكتمون فعرفهم سُبْحَانَهُ نَفسه بِالْعلمِ وانه احاط علما بظاهرهم وَبَاطِنهمْ وبغيب السَّمَوَات والارض فتعرف اليهم بِصفة الْعلم وعرفهم فضل نبيه وكليمه بِالْعلمِ وعجزهم عَمَّا آتَاهُ آدم من الْعلم وَكفى بِهَذَا شرفا للْعلم الرَّابِع انه سُبْحَانَهُ جعل فِي آدم

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست