responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 36
مَسْرُورا وَيَقُول الاخر مَعَ فقره لَو علم الْمُلُوك وابناء الْمُلُوك مَا نَحن عَلَيْهِ لجالدونا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وَيَقُول الاخر انه ليمر بِالْقَلْبِ اوقات يرقص فِيهَا طَربا وَقَالَ بعض العارفين انه لتمر بِي اوقات اقول فِيهَا إِن كَانَ اهل الْجنَّة فِي مثل هَذَا انهم لفي عَيْش طيب وَمن تَأمل قَول النَّبِي لما نَهَاهُم عَن الْوِصَال فَقَالُوا انك تواصل فَقَالَ اني لست كهيئتكم إِنِّي اظل عِنْد رَبِّي يطعمني ويسقيني علم ان هَذَا طَعَام الارواح وشرابها وَمَا يفِيض عَلَيْهَا من أَنْوَاع الْبَهْجَة واللذة وَالسُّرُور وَالنَّعِيم الَّذِي رَسُول الله فِي الذرْوَة الْعليا مِنْهُ وَغَيره إِذا تعلق بغباره رأى ملك الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا بِالنِّسْبَةِ اليه هباء منثورا بل بَاطِلا وغرورا وَغلط من قَالَ انه كَانَ يَأْكُل وَيشْرب طَعَاما وَشَرَابًا يغتذى بِهِ بدنه لوجوه احدها انه قَالَ اظل عِنْد رَبِّي يطعمني ويسقيني وَلَو كَانَ اكلا وشربا لم يكن وصالا وَلَا صوما الثَّانِي ان النَّبِي اخبرهم انهم لَيْسُوا كَهَيْئَته فِي الْوِصَال فَإِنَّهُم إِذا واصلوا تضرروا بذلك واماهو فَإِنَّهُ إِذا وَاصل لَا يتَضَرَّر بالوصال فَلَو كَانَ يَأْكُل وَيشْرب لَكَانَ الْجَواب وَأَنا ايضا لَا اواصل بل آكل وأشرب كَمَا تَأْكُلُونَ وتشربون فَلَمَّا قررهم على قَوْلهم انك تواصل وَلم يُنكره عَلَيْهِم دلّ على انه كَانَ مواصلا وانه لم يكن يَأْكُل اكلا وشربا يفْطر الصَّائِم الثَّالِث انه لَو كَانَ اكلا وشربا يفْطر الصَّائِم لم يَصح الْجَواب بالفارق بَينهم وَبَينه فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يكون هُوَ وهم مشتركون فِي عدم الْوِصَال فَكيف يَصح الْجَواب بقوله لست كهيئتكم وَهَذَا امْر يُعلمهُ غَالب النَّاس ان الْقلب مَتى حصل لَهُ مَا يفرحه ويسره من نيل مَطْلُوبه ووصال حَبِيبه اَوْ مَا يغمه ويسؤوه ويحزنه شغل عَن الطَّعَام وَالشرَاب حَتَّى ان كثيرا من العشاق تمر بِهِ الايام لَا يَأْكُل شَيْئا وَلَا تطلب نَفسه اكلا وَقد افصح الْقَائِل فِي هَذَا الْمَعْنى
لَهَا احاديث من ذكراك تشغلها ... عَن الشَّرَاب وتلهيها عَن الزَّاد
لَهَا بِوَجْهِك نور تستضيء بِهِ ... وَمن حَدِيثك فِي اعقابها حادى إِذْ اشتكت من كلال السّير اَوْ عدهَا ... روح الْقدوم فتحيا عِنْد ميعاد
وَالْمَقْصُود ان الْهدى مُسْتَلْزم لسعادة الدُّنْيَا وَطيب الْحَيَاة وَالنَّعِيم العاجل وَهُوَ أَمر يشْهد بِهِ الْحس والوجد واما سَعَادَة الاخرة فغيب يعلم بالايمان فَذكرهَا ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا لكَونهَا اهم وَهِي الْغَايَة الْمَطْلُوبَة وضلال الدُّنْيَا اظهر وبالنجاة مِنْهُ ينجو من كل شَرّ وَهُوَ اضل ضلال الاخرة وشقائها فَلذَلِك ذكره وَحده وَالله اعْلَم

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست