responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 263
من عُضْو وحاسة وَآلَة من الاحشاء والجوارح والحوامل والاعصاب والرباطات والاغشية وَالْعِظَام الْمُخْتَلفَة الشكل وَالْقدر وَالْمَنْفَعَة والموضع الى غير ذَلِك من اللَّحْم والشحم والمخ وَمَا فِي ذَلِك من دَقِيق التَّرْكِيب ولطيف الْخلقَة وخفي الْحِكْمَة وبديع الصَّنْعَة كل هَذَا صنع الله احسن الْخَالِقِينَ فِي قَطْرَة من مَاء مهين وَمَا كرر عَلَيْك فِي كِتَابه مبدأ خلقك وإعادته ودعاك الى التفكير فِيهِ إِلَّا لما بك من الْعبْرَة والمعرفة وَلَا تستطل هَذَا الْفَصْل وَمَا فِيهِ من نوع تكْرَار يشْتَمل على مزِيد فَائِدَة فَإِن الْحَاجة اليه ماسة وَالْمَنْفَعَة عَظِيمَة فَانْظُر الى بعض مَا خصك بِهِ وفضلك بِهِ على الْبَهَائِم الْمُهْملَة إِذْ خلقك على هَيْئَة تنتصب قَائِما وتستوي جَالِسا وتستقبل الاشياء ببدنك وَتقبل عَلَيْهَا بجملتك فيمكنك الْعَمَل وَالصَّلَاح وَالتَّدْبِير وَلَو كنت كذوات الاربع المكبوبة على وَجههَا لم يظْهر لَك فَضِيلَة تَمْيِيز واختصاص وَلم يتهيأ مِنْك مَا تهَيَّأ من هَذِه النِّسْبَة
فصل قَالَ الله تَعَالَى وَلَقَد كرمنا بني آدم وحملناهم فِي الْبر وَالْبَحْر
ورزقناهم من الطَّيِّبَات وفضلناهم الاية فسبحان من البسه خلع الْكَرَامَة كلهَا من الْعقل وَالْعلم وَالْبَيَان والنطق والشكل وَالصُّورَة الْحَسَنَة والهيئة الشَّرِيفَة وَالْقد المعتدل واكتساب الْعُلُوم بالاستدلال والفكر واقتناص الاخلاق الشَّرِيفَة الفاضلة من الْبر وَالطَّاعَة والانقياد فكم بَين حَاله وَهُوَ نُطْفَة فِي دَاخل الرَّحِم مستودع هُنَا وَبَين حَاله وَالْملك يدْخل عَلَيْهِ فِي جنَّات عدن {فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ} فالدنيا قَرْيَة وَالْمُؤمن رئيسها وَالْكل مَشْغُول بِهِ ساع فِي مَصَالِحه وَالْكل قد اقيم فِي خدمته وحوائجه فالملائكة الَّذين هم حَملَة عرش الرَّحْمَن وَمن حوله يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَالْمَلَائِكَة الموكلون بِهِ يَحْفَظُونَهُ والموكلون بالقطر والنبات يسعون فِي رزقه ويعملون فِيهِ والافلاك سخرت منقادة دَائِرَة بِمَا فِيهِ مَصَالِحه وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات جاريات بِحِسَاب ازمنته واوقاته وَإِصْلَاح رواتب اقواته والعالم الجوي مسخر لَهُ برياحه وهوائه وسحابه وطيره وَمَا اودع فِيهِ والعالم السفلي كُله مسخر لَهُ مَخْلُوق لمصالحه ارضه وجباله وبحاره وأنهاره وأشجاره وثماره ونباته وحيوانه وكل مَا فِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {الله الَّذِي سخر لكم الْبَحْر لتجري الْفلك فِيهِ بأَمْره} الى قَوْله يتكفرون وَقَالَ تَعَالَى الله الَّذِي خلق السَّمَوَات والارض وَأنزل من السَّمَاء مَاء فَأخْرج بِهِ من الثمرات رزقا لكم الى قَوْله كفار فالسائر فِي معرفَة آلَاء الله وَتَأمل حكمته وبديع صِفَاته اطول باعا وَأَمْلَأُ صواعا من اللصيق بمكانه الْمُقِيم فِي بلد عَادَته وطبعه رَاضِيا بعيش بني جنسه لَا يرضى لنَفسِهِ إِلَّا ان يكون وَاحِدًا مِنْهُم يَقُول لي اسوة بهم وَهل

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست