responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 205
الَّتِي يقذفها الْبَحْر وتستخرج مِنْهُ ثمَّ انْظُر الى عجائب السفن وسيرها فِي الْبَحْر تشقه وتمخره بِلَا قَائِد يَقُودهَا وَلَا سائق يَسُوقهَا وَإِنَّمَا قائدها وسائقها الرِّيَاح الَّتِي يسخرها الله لاجرائها فَإِذا حبس عَنْهَا الْقَائِد والسائق ظلت راكدة على وَجه المَاء قَالَ الله تَعَالَى وَمن آيَاته الْجَوَارِي فِي الْبَحْر كالاعلام ان يَشَأْ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظَهره إِن فِي ذَلِك لايات لكل صبار شكور وَقَالَ الله تَعَالَى الله الَّذِي سخر لكم الْبَحْر لتأكلوا مِنْهُ لَحْمًا طريا وتستخرجوا مِنْهُ حلية تلبسونها وَترى الْفلك مواخر فِيهِ ولتبتغوا من فَضله ولعلكم تشكرون فَمَا اعظمها من آيَة وابينها من دلَالَة وَلِهَذَا يُكَرر سُبْحَانَهُ ذكرهَا فِي كِتَابه كثيرا وَبِالْجُمْلَةِ فعجائب الْبَحْر وآياته اعظم وَأكْثر من ان يحصيها الا الله سُبْحَانَهُ وَقَالَ الله تَعَالَى إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة لنجعلها لكم تذكرة وَتَعيهَا اذن وَاعِيَة
فصل وَمن آيَاته سُبْحَانَهُ خلق الْحَيَوَان على اخْتِلَاف صِفَاته واجناسه
واشكاله ومنافعه وألوانه وعجائبه المودعة فِيهِ فَمِنْهُ الْمَاشِي على بَطْنه وَمِنْه الْمَاشِي على رجلَيْهِ وَمِنْه الْمَاشِي على ارْبَعْ وَمِنْه مَا جعل سلاحه فِي رجلَيْهِ وَهُوَ ذُو المخالب وَمِنْه مَا جعل سلاحه المناقير كالنسر والرخم والغراب وَمِنْه مَا سلاحه الاسنان وَمِنْه مَا سلاحه الصَّيَاصِي وَهِي الْقُرُون يدافع بهَا عَن نَفسه من يروم اخذه وَمِنْه مَا اعطى مِنْهَا قُوَّة يدْفع بهَا عَن نَفسه لم يحْتَج الى سلَاح كالاسد فَإِن سلاحه قوته وَمِنْه مَا سلاحه فِي ذرقه وَهُوَ نوع من الطير إِذا دنا مِنْهُ من يُرِيد اخذه ذرق عَلَيْهِ فَأَهْلَكَهُ وَنحن نذْكر هُنَا فصولا منثورة من هَذَا الْبَاب مختصرة وَإِن تَضَمَّنت بعض التّكْرَار وَترك التَّرْتِيب فِي هَذَا الْمقَام الَّذِي هُوَ من اهم فُصُول الْكتاب بل هُوَ لب هَذَا الْقسم الاول وَلِهَذَا يُكَرر فِي الْقُرْآن ذكر آيَاته وَيُعِيدهَا ويبديها وَيَأْمُر عباده بِالنّظرِ فِيهَا مرّة بعد أُخْرَى فَهُوَ من اجل مَقَاصِد الْقُرْآن قَالَ الله تَعَالَى قل انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَات والارض وَقَالَ تَعَالَى إِن فِي خلق السَّمَوَات والارض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لايات لاولي الالباب وَقَالَ تَعَالَى {أَفلا ينظرُونَ إِلَى الْإِبِل كَيفَ خلقت وَإِلَى السَّمَاء كَيفَ رفعت وَإِلَى الْجبَال كَيفَ نصبت وَإِلَى الأَرْض كَيفَ سطحت} وَقَالَ الله تَعَالَى اولم ينْظرُوا فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا خلق الله من شَيْء وَقَالَ تَعَالَى ان الله فالق الْحبّ والنوى يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ ذَلِكُم الله فاتى تؤفكون فالق الاصباح وجاعل اللَّيْل سكنا وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم وَهُوَ الَّذِي جعل لكم النُّجُوم لتهتدوا بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر قد فصلنا الايات لقوم يفقهُونَ وَهُوَ الَّذِي انْزِلْ من السَّمَاء مَاء فاخرجنا بِهِ نَبَات

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست