نام کتاب : بدائع الفوائد نویسنده : ابن القيم جلد : 3 صفحه : 226
التبذير والبطاله اخل معها في بيت الفكر سويعة ثم انظر هل هي معك أو عليك ثم عاملها بما تعامل به واحدا منهما. من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. سينقشع غيم التعب عن فجر الآخرة. كم صبر بشر عن شهوة حتى سمع كل يا من لم يأكل. يامن حسد سجاف نعم العبد على قبة ووهبنا له حتى وصل على قدر إنا وجدناه صابرا. كيف يفلح من يشكو الليل إلى ربه من طول يومه والنهار من قبيح فعله. كيف يفلح من هو جيفة بالليل قطرب بالنهار ينصب بميزان البخس ومكيال التطفيف والقدر ثالثة الأثافي. لو فكر الطائر في الذبح ما حام حول القمح. لولا صبر المضمرات على قلة العلف ما قيل لها سوابق.
مما أضر بأهل العشق أنهم ... هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى نفوسهم شوقا وأعينهم ... في إثر كل قبيح وجهه حسن
تحمل حميلكم كل رابحة ... فكل بين على اليوم مؤتمن
ما في هوادجكم من مهجتي عوض ... إن مت شوقا ولا فيها لها ثمن
سهرت بعد رحيل وحشة لكم ... ثم استمر مريري وارعوى الوسن
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام تصحب فيه روحك البدن
فما يديم سرورا قد سررت به ... لا يرد عليك الغائب الحزن
إذا لم تكن من أنصار الرسول فتناول الحرب فكن من حراس الخيام فإن لم تفعل فكن من نظارة الحرب الذين يتمنون الظفر للمسلمين ولا تكن الرابعة فتهلك. إذا رأيت الباب مسدودا في وجهك فاقنع بالوقوف خارج الدار مستقبلا الباب سائلا مستعطيا فعسى ولكن لا تول ظهرك وتقول ما حيلتي وقد سد الباب دوني. لما نادي منادي الأفضال {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالهَا} سارت نجائب الأعمال قام الجزاء يصيح بالدليل {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ} فقال: " ما منكم من ينجيه عمله ". إن لم تقدر على مشارع أرباب العزائم فرد باقي الحياض. فمن لم يكن
نام کتاب : بدائع الفوائد نویسنده : ابن القيم جلد : 3 صفحه : 226