responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 154
فصل وَأما الْعَوَائِق فَهِيَ أَنْوَاع المخالفات ظَاهرهَا وباطنها فَإِنَّهَا تعوق
الْقلب عَن سيره إِلَى الله وتقطع عَلَيْهِ طَرِيقه وَهِي ثَلَاثَة أُمُور شرك وبدعة ومعصية فيزول عائق الشّرك بتجريد التَّوْحِيد وعائق الْبِدْعَة بتحقيق السّنة وعائق الْمعْصِيَة بتصحيح التَّوْبَة وَهَذِه الْعَوَائِق لَا تتبين للْعَبد يَأْخُذ فِي أهبة السّفر ويتحقق بالسير إِلَى الله وَالدَّار وَالْآخِرَة فَحِينَئِذٍ تظهر لَهُ هَذِه الْعَوَائِق وَيحسن بتعويقها لَهُ بِحَسب قُوَّة سيره وتجرّده للسَّفر وَإِلَّا فَمَا دَامَ قَاعِدا لَا يظْهر لَهُ كوامنها وقواطعها

فصل وَأما العلائق فَهِيَ كل مَا تعلق بِهِ الْقلب دون الله وَرَسُوله من
ملاذ الدُّنْيَا وشهواتها ورياستها وصحبة النَّاس والتعلق بهم وَلَا سَبِيل لَهُ إِلَى قطع هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة ورفضها إِلَّا بِقُوَّة التَّعَلُّق بالمطلب الْأَعْلَى وَإِلَّا فقطعها عَلَيْهِ بِدُونِ تعلّقه بمطلوبه مُمْتَنع فَإِن النَّفس لَا تتْرك مألوفها ومحبوبها إِلَّا لمحبوب هُوَ أحب إِلَيْهَا مِنْهُ وآثر عِنْدهَا مِنْهُ وَكلما قوي تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بِغَيْرِهِ وَكَذَا بِالْعَكْسِ والتعلق بالمطلوب هُوَ شدَّة الرَّغْبَة فِيهِ وَذَلِكَ على قدر مَعْرفَته بِهِ وشرفه وفضله على مَا سواهُ

فصل لما كمل الرَّسُول مقَام الافتقار إِلَى الله سُبْحَانَهُ أحْوج الْخَلَائق
كلهم إِلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أما حَاجتهم إِلَيْهِ فِي الدُّنْيَا فأشد من حَاجتهم إِلَى الطَّعَام وَالشرَاب وَالنَّفس الَّذِي بِهِ حَيَاة أبدانهم وَأما حَاجتهم إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة فَإِنَّهُم يستشفعون بالرسل إِلَى الله حَتَّى يريحهم من ضيق مقامهم فكلهم يتَأَخَّر عَن الشَّفَاعَة فَيشفع لَهُم وَهُوَ الَّذِي يستفتح لَهُم بَاب الْجنَّة

نام کتاب : الفوائد نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست