نام کتاب : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 241
مريم فيردهم كل واحد إلى الذي بعده، إلى أن يأتوا المسيح فيقول لهم: اذهبوا إلى محمد عبد [غفر] الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال صلى الله عليه وسلم: "فيأتوني فأذهب إلى ربي، فإذا رأيته خررت ساجداً وأحمد ربي بمحامد يفتحها عليَّ لا أحسنها الآن، فيقال لي: أي محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع - قال - فيحدّ لي حدّ فأدخلهم الجنة". وذكر تمام الخبر.
615 - فبين المسيح أن محمداً هو الشفيع المشفع؛ لأنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبين محمدٌ عبد الله ورسوله أفضل الخلق وأوجهُ الشفعاء وأكرمهم على الله تعالى أنه يأتي فيسجد ويحمد، لا يبدأ بالشفاعة حتى يؤذن له، فيقال له: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع، وذكر أن ربه يحد له حداً فيدخلهم الجنة.
616 - وهذا كله يبين أن الأمر كله لله، هو الذي يلزم [1] الشفيع بالإذن له في الشفاعة، والشفيع لا يشفع إلا فيمن يأذن [الله له] ، ثم يحد للشفيع حداً فيدخلهم الجنة. فالأمر بمشيئته وقدرته واختياره.
= والترمذي (4/622) ، 10 - باب ما جاء في الشفاعة، حديث (2434) . وابن ماجه (2/1440) ، 37 - كتاب الزهد، 37 - باب ذكر الشفاعة، حديث 4307. كلهم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وفي ألفاظهم تفاوت بالتطويل والاختصار. وأحمد في المسند (3/116، 144) . ومسلم، إيمان، حديث 322 - 326. والترمذي (4/625) 38 - صفة القيامة، حديث (2435) . وابن ماجه (2/1442) ، 37 - كتاب الزهد، حديث (4312) من حديث أنس. ومسلم، إيمان حديث 320. وابن ماجه، الزهد، حديث (4310) من حديث جابر. وهناك أحاديث أخر في مسلم وغيره عن حذيفة وأبي سعيد وعمران بن حصين وعوف بن مالك. وهي أحاديث متواترة. [1] كذا في خ وغيرها ولعل الصواب "يكرم".
نام کتاب : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 241