responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دقائق التفسير نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 68
بعض التماثيل فيخاطبهم وَقد يقْضِي بعض حاجاتهم فَبِهَذَا السَّبَب وَأَمْثَاله ظهر الشّرك قَدِيما وحديثا وَفعل النَّصَارَى وأشباههم مَا فَعَلُوهُ من الشّرك
وَأما الْأَنْبِيَاء وَالرسل صلوَات الله عَلَيْهِم وَسَلَامه فنهوا عَن هَذَا كُله وَلم يشرع أحد مِنْهُم شَيْئا من ذَلِك فالنصارى لَا يأمرون بتعظيم الْأَوْثَان المجسدة وَلَكِن بتعظيم التماثيل المصورة فليسوا على التَّوْحِيد الْمَحْض وَلَيْسوا كالمشركين الَّذين يعْبدُونَ الْأَوْثَان ويكذبون الرُّسُل فَلهَذَا جعلهم الله نوعا غير الْمُشْركين تَارَة وذمهم على مَا أحدثوه من الشّرك تَارَة
وَإِذا أطلق لفظ الشّرك فطائفة من الْمُسلمين تدخل فِيهِ جَمِيع الْكفَّار من أهل الْكتاب وَغَيرهم كَقَوْلِه تَعَالَى {وَلَا تنْكِحُوا الْمُشْركين حَتَّى يُؤمنُوا} {وَلَا تنْكِحُوا المشركات حَتَّى يُؤمن} فَمن النَّاس من يَجْعَل اللَّفْظ عَاما لجَمِيع الْكفَّار لَا سِيمَا النَّصَارَى ثمَّ من هَؤُلَاءِ من ينْهَى عَن نِكَاح هَؤُلَاءِ كَمَا كَانَ عبد الله بن عمر يُنْهِي عَن نِكَاح هَؤُلَاءِ وَيَقُول لاأعظم شركا من أَن يَقُول عِيسَى رَبنَا
وَهَذَا قَول طَائِفَة من الشِّيعَة وَغَيرهم
وَأما جُمْهُور السّلف وَالْخلف فيجوزون نِكَاح الكتابيات ويبيحون ذَبَائِحهم لَكِن إِذا قَالُوا لفظ الْمُشْركين عَام قَالُوا هَذِه الْآيَة مَخْصُوصَة أَو مَنْسُوخَة بِآيَة الْمَائِدَة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَطَعَام الَّذين أُوتُوا الْكتاب حل لكم وطعامكم حل لَهُم وَالْمُحصنَات من الْمُؤْمِنَات وَالْمُحصنَات من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورهنَّ محصنين غير مسافحين وَلَا متخذي أخدان}
وَطَائِفَة أُخْرَى تجْعَل لفظ الْمُشْركين إِذا أطلق لَا يدْخل فِيهِ أهل الْكتاب وَأما كَون النَّصَارَى فيهم شرك كَمَا ذكره الله فَهَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ بَين الْمُسلمين كَمَا نطق بِهِ الْقُرْآن كَمَا أَن الْمُسلمين متفقون على أَن قَوْله {لتجدن أَشد النَّاس عَدَاوَة للَّذين آمنُوا الْيَهُود وَالَّذين أشركوا ولتجدن أقربهم مَوَدَّة للَّذين آمنُوا الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} لِأَن النَّصَارَى لم يدخلُوا فِي لفظ الَّذين أشركوا كَمَا لم يدخلُوا فِي لفظ الْيَهُود
وَكَذَلِكَ قَوْله {لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين} وَنَحْو ذَلِك وَهَذَا لِأَن لفظ الْوَاحِد تتنوع دلَالَته بِالْإِفْرَادِ والاقتران فَيدْخل فِيهِ مَعَ الْأَفْرَاد والتجريد مَا لَا

نام کتاب : دقائق التفسير نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست