نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 508
ولهذا يقرون بالحيرة في آخر عمرهم؛ كما قال الرازي:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي [عليلا] [1]، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [2]، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [3]. وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [4]، {وَلا يُحِيْطُونَ بِهِ عِلْمَاً} [5]. ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي[6].
آيات الأنبياء مختصة بهم..
الوجه الحادي عشر: إنّ آيات الأنبياء مما يعلم العقلاء أنها مختصة بهم، ليست مما تكون لغيرهم؛ فيعلمون أنّ الله لم يخلق مثلها لغير الأنبياء. وسواء في آياتهم التي كانت في حياة قومهم، وآياتهم التي فرّق الله بها بين أتباعهم وبين مكذّبيهم؛ بنجاة هؤلاء، وهلاك هؤلاء، ليست من جنس ما يوجد في العادات المختلفة لغيرهم7؛ [1] في ((ط)) : غليلاً. [2] سورة فاطر، الآية 10. [3] سورة طه، الآية 5. [4] سورة الشورى، الآية 11. [5] سورة طه، الآية 110. [6] تقدّم إيراده مراراً في هذا الكتاب. انظر على سبيل المثال ص 332.
7 وقد عقد المؤلف رحمه الله فصلاً في كتابه ((الجواب الصحيح)) 6/387، وذكر فيه كثيراً من الشواهد والآيات للأنبياء الدالّة على إهلاك الله لمكذّبيهم، ونصره للمؤمنين بهم، وأنها من أعلام نبوتهم، ودلائل صدقهم.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 508