نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 494
إهلاك أعداء الرسل دليل على صدقهم
وكذلك ما يفعله الله من الآيات، والعقوبات بمكذّبي الرسل؛ كتغريق فرعون[1]، وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر[2] العاتية[3]، وإهلاك قوم صالح بالصيحة[4]، وأمثال ذلك[5]؛ فإنّ هذا جنس لم يُعذّب به إلاّ من كذّب الرسل. فهو دليلٌ على صدق الرسل.
وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس؛ كالطواعين[6]، ونحوها. لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل. أمّا ما عذب الله به مكذّبي الرسل، فمختصٌ بهم. [1] والآيات على ذلك كثيرة؛ منها قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} [الأنفال، الآية 54] . [2] الريح الصرصر: هي الريح الباردة المحرقة كما تحرق النار، ولها صوت شديد. (انظر البحر المحيط 7/481، 490) . [3] والآيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وأمّا عادٌ فأُهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية} . [الحاقة، الآية 6] . [4] والآيات كثيرة، منها قوله تعالى يحكي عن قوم صالح عليه السلام: {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} . [هود، الآية 94] . [5] انظر سورة العنكبوت، الآيات 30-40؛ حيث أخبر الله تعالى فيها عن عقابه لمن كذبوا رسله؛ فقد عذّب الله قوم شعيب بالظلّة، وقوم لوط بالحاصب، وقوم نوح بالغرق. [6] الطاعون: مرض من أنواع الحمى الخبيثة، سريع العدوى، يتولد من الجراثيم المضرّة المتسببة من البقايا الحيوانية المتعفنة. انظر: دائرة معارف القرن العشرين لوجدي 5/737.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 494