responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 362
والبغويّ ذكر الأمرين، فقال: وللودود معنيان؛ [أنّه] [1] يُحِبّ المؤمنين، وقيل: هو بمعنى المودود؛ أي محبوب المؤمنين[2].
وقال[3] أيضاً في قوله: {وَهُوَ الْغَفُوْرُ الْوَدُوْدُ} [4]: أي المحبّ لهم، وقيل: معناه المودود؛ كالحَلُوب، والرَّكوب؛ بمعنى المحلوب والمركوب، وقيل: يغفر، ويودّ أن يغفر، وقيل: المتودّد إلى أوليائه بالمغفرة[5].
قلت: هذا اللفظ معروفٌ في اللغة أنّه بمعنى الفاعل[6]؛ كقول النبيّ [صلى الله عليه وسلم] : "تزوّجوا الودود الولود"[7]. وفعول بمعنى فاعل كثيرٌ؛ كالصبور، والشكور، وأمّا بمعنى مفعول، فقليلٌ. وأيضاً: فإنّ سياق القرآن يدلّ على

[1] في ((م)) ، و ((ط)) : أن.
[2] تفسير البغوي 2399.
[3] أي البغويّ.
[4] سورة البروج، الآية 14.
[5] تفسير البغوي 5471.
[6] انظر: اشتقاق أسماء الله ص 152 لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي؛ فإنه قال: "الودود فيه قولان: أحدهما: أنّه فعول بمعنى فاعل؛ كقولك غفور بمعنى غافر، وكما قالوا: رجل صَبور بمعنى صابر، وشَكور بمعنى شاكر؛ فيكون الودود في صفات الله تعالى عزّ وجلّ على هذا المذهب أنّه يودّ عباده الصالحين ويُحبّهم. والودّ، والمودّة، والمحبّة في المعنى سواء؛ فالله عزّ وجلّ ودودٌ لأوليائه والصالحين من عباده، وهو محبّ لهم. والقول الآخر: أنّه فعول بمعنى مفعول؛ كما يُقال: رجلٌ هَيوب؛ أي مهيب؛ فتقديره: أنّه عزّ وجلّ مودودٌ؛ أي يودّه عباده ويحبّونه. وهما وجهان جيّدان". اشتقاق أسماء الله لأبي القاسم الزجاجي ص 152. وانظر: تفسير الأسماء للزجاج ص 52.
[7] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3158، 245. ورواه ابن حبان في صحيحه وصححه في كتاب النكاح، باب ما جاء في التزويج واستحبابه، رقم 1228. ورواه سعيد بن منصور في سننه 1139، باب الترغيب في النكاح.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست