responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 306
قائمة بنفسها، بل القرآن يُبيِّن أنّ في خلق الأعيان القائمة بنفسها آيات، ويذكر الآيات في خلق الأعيان والأعراض؛ كقوله: {إِنَّ فِيْ خَلْقِ السَّمَوَاْتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَاْرِ وَالْفُلْكِ الَّتِيْ تَجْرِيْ فِيْ الْبَحْرِ بِمَاْ يَنْفَعُ النَّاْسَ} [1]، وهي أعيان. ثمّ قال: [ {وَمَاْ أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاْءِ مِنْ مَاْءٍ} ، والماء عينٌ قائمةٌ بنفسها. وقوله:] [2] {فَأَحْيَاْ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاْ} [3]؛ هو ما يخلقه فيها من النبات، وهو أعيان. وكذلك قوله: {وَبَثَّ فِيْهاْ مِنْ كُلِّ دَاْبَّة} ، وقوله: {وَتَصْرِيْفِ الرِّيَاْحِ} ؛ فالرياح أعيان، وتصريفها أعراض. وقوله: {وَالسَّحَاْبِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاْءِ وَالأَرْضِ} ، والسحاب أعيان. {لآيَاْتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُوْنَ} [4].
وقد تقدّم[5] أنّ أصل الاشتباه في هذا أنّ خلقَ الشيء من مادّة، هل هو خلق عين، أم إحداث اجتماع [و] [6] افتراق وأعراض فقط.
اختلاف الناس في خلق الشيء هل هو خلق عين، أم إحداث اجتماع وافتراق على ثلاثة أقوال
والناس مختلفون في هذا على ثلاثة أقوال[7]: فالقائلون بالجواهر المفردة[8] من أهل الكلام القائلون بأنّ الأجسام مُركّبة من الجواهر الصغار التي قد بلغت من الصغر إلى حدّ لا يتميّز منها جانب عن جانب يقولون: تلك الجواهر باقية تنقّلت في الحوادث، ولكن تعتقب عليها الأعراض الحادثة. والاستدلال بالأعراض على حدوث ما يلزمه من الجواهر، ثمّ

[1] سورة البقرة، الآية 164.
[2] ما بين المعقوفتين ليس في ((ط)) ، وهو في ((خ)) ، و ((م)) .
[3] سورة البقرة، الآية 164.
[4] سورة البقرة، الآية 164.
[5] انظر: ما تقدم ص 345-351، وما سيأتي ص 1340-1349 من هذا الكتاب.
[6] ليست في ((خ)) . وأثبتها من ((م)) ، و ((ط)) .
[7] وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله اختلاف الناس وأقوالهم في هذه المسألة.. انظر: منهاج السنة النبوية 2140-142. ومجموع الفتاوى 17243-245. ودرء تعارض العقل والنقل 383-86.
[8] تقدم تعريف الجوهر الفرد ص 345.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست