نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 198
مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَة فَسِيرُوا في الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} [1]، فلم تبق أخبار الرسول وأقواله معروفة عندهم.
الثاني: أنّه قال تعالى: {تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُم فَهُوَ وَلِيّهُمُ اليَوْمَ} [2]، فإذا كان الشيطان قد زيّن لهم أعمالهم، كان في هؤلاء من درست أخبار الأنبياء عندهم، فلم يعرفوها. وأرسطو لم يأت إلى أرض الشام، ويُقال: إنّ الذين كانوا قبله كانوا يعرفون الأنبياء، لكن المعرفة المجملة لا تنفع؛ كمعرفة قريش؛ كانوا قد سمعوا بموسى، وعيسى، وإبراهيم سماعاً من غير معرفة بأحوالهم.
وأيضا: فهم وأمثالهم المشاؤون[3] أدركوا الإسلام وهم من أكفر الناس بما جاءت [به] [4] الرسل. أما أنهم لا يطلبون معرفة أخبارهم، وما سمعوه: حرّفوه، أو حملوه على أصولهم.
وكثيرٌ من المتفلسفة هم من هؤلاء. فإذا كان هذا حال هؤلاء في ديار الإسلام، فما الظن بمن كان ببلادٍ[5] لا [يُعرف] [6] فيها شريعة نبي، بل طريق معرفة الأنبياء كطريق معرفة نوعٍ من الآدميين خصّهم [الله] [7] بخصائص، يعرف ذلك من أخبارهم، واستقراء أحوالهم؛ كما يعرف الأطباء، والفقهاء. [1] سورة النحل، الآية 36. [2] سورة النحل، الآية 63. [3] المشاؤون هم أتباع أرسطو. وسمّوا مشائين لأنهم كانوا يمشون ويلقون دروسهم وهم سائرون في الطريق.
انظر: إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي ص 14. [4] ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) . [5] في ((ط)) فقط: في بلاد. [6] في ((م)) ، و ((ط)) : تعرف. [7] ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهي في ((م)) ، و ((ط)) .
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 198