responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 218
وأما الصرصري ففي كلامه التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة به بلا قصر ولا حصر، للاستغاثة والاستعانة في جانب المخلوق وقد أنكره شيخ الاسلام رحمه الله، وذكر أنه لا دليل من كتاب ولا سنة عليه، ولا قال به أحد من الصحابة والتابعين والأئمة، وقد بين رحمه الله ان استغاثة الحي بالحي انما هي بدعائه وشفاعته، وأما الميت والغائب فلا يجوز أن يستغاث به، وكذلك الحي فيما لا يقدر إلا الله، وأن أهل الاشراك ليس معهم إلا الجهل والهوى، وعوائد نشؤا عليها بلا برهان، وقد عرفت ان هذا المعترض لم يأت إلا بشبهات واهبة، وحكايات سوفسطائية أومنامات تضليلية كما قال كعب بن زهير:
فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... أن الأماني والأحلام تضليل
وليس مع هؤلاء المشركين الادعوى مجردة محشوة بالأكاذيب، وليس معهم بحمد الله دليل من كتاب أو سنة، أو قول أحد من سلف الأمة وأئمتها، وقد جئناهم بأدلة الكتاب والسنة وما عليه الصحابة والأئمة، ولو استقصينا ذكر الأدلة وبسطنا القول لاحتمل مجلداً ضخما.
وسبب الفتنة بقصائد هؤلاء المتأخرين كقصائد البوصيري، والبرعي واختيارها على قصائد شعراء الصحابة كحسان بن ثابت، وكعب بن مالك وكعب بن زهير وغيرهم من شعراء الصحابة رضي الله عنهم، وفيها من شواهد اللغة والبلاغة ما لم يدرك هؤلاء المتأخرون منه عشر المعشار، وما ذاك إلا لأن قصائد هؤلاء المتأخرين تجاوزوا فيها الحد إلى ما يكرهه الله ورسوله، فزينها الشيطان في نفوس الجهال، والضلال فمالت إليها نفوسهم عن قصائد الصحابة، التي ليس فيها إلا الحق والصدق وما قصروا فيها جهدهم عما يصلح أن يمدح به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحروا فيها ما يرضيه، وتجنبوا ما يسخطه صلى الله عليه وسلم، وما نهى عنه من الغلو فما أشبه هؤلاء بقول أبي الوفاء بن عقيل، وهو في القرن الخامس، لما صعبت التكاليف على الجهال، والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم اذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع إلى آخره.
ومما يتعين أن نختم به هذا صلى الله عليه وسلم: فصل ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله ونفعنا بعلومه، قال بعد أن ذكر زيارة الموحدين للقبور: وأن مقصودها ثلاثة أشياء: أحدها: تذكير الآخرة والاعتبار والاتعاظ، الثاني: الاحسان إلى الميت وأن لا يطول عهده به فيتناساه، فاذا زاره وأهدى إليه هدية من دعاء أوصدقة ازداد بذلك سروره وفرحه، ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم للزائر أن يدعو لأهل القبور بالمغفرة، والرحمة وسؤال العافية فقط، ولم يشرع أن يدعوهم ولا يدعو بهم، ولا يصلى عندهم، الثالث: احسان الزائر إلى نفسه باتباع السنة، والوقوف عند ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما الزيارة الشركية فأصلها مأخوذ من عباد الأصنام قالوا: الميت المعظم الذي لروحه قرب ومزية عند الله، لا يزال تأتيه الالطاف من الله، وتفيض على روحه

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست