نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 205
ما لم يكن بعد أن يكون أولا يكون، وما لا يكون كيف يكون انتهى قلت ولا يعرف عن أحد من أهل العلم خلاف ما دلت عليه هذه الآيات المحكمات، ونعوذ بالله من مخالفة ما أنزل الله في كتابه، وما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجمع عليه العلماء، فإن الله استأثر بعمله عن خلقه ووصف نفسه بأنه علام الغيوب، ونعوذ بالله من حال الافتراء والتكذيب.
وأما قوله: ولو أن عبارات أهل العلم مثل البيضاوي وأبي السعود والقسطلاني وأمثالهم تجدى إليكم شيئاً لذكرناها لكنها تحمى بلفظة واحدة وهي أنهم كلهم كفار فلا نقبل مهم أحداً ومن هذه حالة فلا حيلة به.
فالجواب أنه ليس للبيضاوي ومن ذكر عبارات تخالف ما قاله السلف والعلماء في معنى الآيات ومعاذ الله أن يقول المجيب: أن هؤلاء كفار ولا يوجد عن أحد من علماء المسلمين أنه كفر أحداً قد مات من هذه الأمة فمن ظاهره الاسلام فلو وجد في كلامه زلة من شرك، أو بدعة.
فالواجب التنبيه على ذلك، والسكوت عن الشخص لما تقدم من أنا لا ندري ما خاتمته، وأما هؤلاء الذين ذكرهم من المفسرين فأنهم من المتأخرين الذين نشئوا في اغتراب من الدين.
والمتأخرون يغلب عليهم الاعتماد على عبارات أهل الكلام مخالفة لما عليه السلف وأئمة الاسلام من الارجاء، ونفى حكمة الله، وتأويل صفات الله وسلب معانيها ما يقارب ما في كشف الزمخشري، والارجاء والجبر يقابل ما فيه من نفى القدر، وكلاهما في طرفي نقيض، وكل واحد خالف ما عليه أهل السنة والجماعة في ذلك، ومعلوم أن صاحب الكشاف أقدم من هؤلاء الثلاثة وأرسخ قدماً منهم في فنون من العلم، ومع هذا فقال شيخ الاسلام البلقيني استخرجت ما في الكشاف من دسائس الاعتزال بالمناقيش وقال أبو حيان وقد مدح الكشاف وما فيه من لطيف المعنى ثم قال:
ولكنه فيه مجال لناقد ... وزلات سوء قد أخذن المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلاً ... ويغزو إلى المعصوم ما ليس لا ئقاً
وينسب ابداء المعاني لنفسه ... ليوهم اغمارا وأن كان سارقاً
ويسهب في المعنى الوجيز دلالة ... بتكثير ألفاظ تسمى الشقاشقا
يقول فيها الله ما ليس قائلاً ... وكان محباً في المخاطب وامقا
ويشتم أعلام الأئمة ضلة ... ولا سيما أن أو لجوه المضائقا
لئن لم تداركه من الله رحمة ... لسوف يرى للكافرين مرافقاً
فاذا كان هذا في تفسير مشهور وصاحبه معروف بالذكاء والفهم فما دونه من
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 205