responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 203
فالجواب أنه ليس كما قال: بل هي تبغيضية ثم لو كانت بيانية فما ينفعه والمحذور بحاله، وهو أنه يعلم ما في اللوح المحفوظ، وقد صرح المعترض بذلك فقال: ولا شك انه أوتي علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما يكون فالجواب هذه مصادمة لما هو صريح في كتاب الله وسنة رسوله.
بان الاحاطة بما في اللوح المحفوظ علماً ليس إلا لله وحده كذلك علم الأولين والآخرين، ليس إلا لله وحده إلا ما أطلع الله عليه نبيه في كتابه، كما قال الله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} فالرجال في عمى عن قول الله تعالى: {بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} وتقدم لهذه الآيات نظائر، فاحاطة العلم بالموجودات أو المعدومات التي وجدت أو ستوجد لله وحده لم يجعل ذلك لأحد سواه وقال تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} فأسند علم وقت الساعة إلى ربه بأمره كقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} وأمثال هذه الآيات، مما يدل على أن الله تعالى اختص بعلم الغيب كله الا
ما استثناه بقوله: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} ومن تبيغيضية هاهنا بلا نزاع، وقد قال الخضر لموسى عليهما السلام: "ما نقص علمي وعلمك في علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر" فتأمل هذا وتدبر.
وأما قول المعترض، وتأويله لقوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} فتأويل فاسد ما قاله غيره، ولا يقوله مسلم من أنه يعلم الغيب بتعليم الله له، والنفي في الآية أن يعلمه بنفسه بدون أن يعلمه الله بذلك فما أجرأ هذا الجاهل على هذا التأويل، وما أجهله بالله وبكتابه؟
فيقال في الجواب: لا ينفعك هذا التأويل الفاسد اذ لو كان أحد يعلم جميع الغيب بتعلم الله لصدق عليه أن يقال هذا يعلم الغيب كله الذي يعلمه الله فما بقى على هذا القصر علم الغيب على الله في هذه الآية معنى وحصل الاشتراك نعوذ بالله من الافتراء على الله وعلى كتابه وخرق ما لم ينزل الله به سلطاناً وأما قوله في قول الناظم: ان لم تكن في معادي آخذا بيدي.
ان الأخذ باليد بالشفاعة.
فالجواب أن الحقيقة هذا القول: وصريحة طلب ذلك من غير الله، فلو صح هذا الحمل فالمحذور بحاله لما قد عرفت من أن الاستغاثة بالأموات والاستشفاع بهم في أمر هو في يد الله ممتنع حصوله، لكونه تألها وعبادة، وقد أبطله القرآن، فهذا المعترض الجاهل يدور على منازعة الله في حقه، وملكه وشمول علمه، والله يجزيه بعمله.

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست