responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 193
ملكه فيقول اللهم شفع نبيك في لأنه تعالى هو الذي أذن للشفيع يرضى دينه وهو الاخلاص كما تقدم بيانه.
وأما قول المعترض ان المعتزلة احتجوا بالآيات التي فيها نفي الشفاعة على أنها لا تقع لأهل الكبائر من الموحدين.
فأقول لا ريب أن قولهم هذا: بدعة وضلالة، وأنت أيها المجادل في آيات الله بغير سلطان مع المعتزلة في طرفي نقيض تقول: ان الشفاعة تثبت لمن طلبها، وسألها من الشفيع فجعلت طلبها موجباً لحصولها، والقرآن قد نفى ذلك وأبطله في مواضع كثيرة بحمد الله، والحق انها لا تقع الا لمن طلبها من الله وحده، ورغب اليه فيها، واخلص له العبادة بجميع أنواعها، فهذا هو الذي تقع له الشفاعة قبل دخول النار أو بعده ان دخلها بذنوبه، فهذا هو الذي يأذن الله للشفعاء أن يشفعوا له بما معه من الاخلاض كما صرحت بذلك الاحاديث والله أعلم، وقد قدمنا ما دل عليه الكتاب والسنة أن ما في القرآن من ذكر الشفاعة نفياً واثباتاً فحق لا اختلاف فيه بين أهل الحق، فالشفاعة المنفية انما هي في حق المشرك الذي اتخذ له شفيعاً يطلب الشفاعة منه فيرغب إليه في حصولها كما في البيت المتقدم، وهو كفر كما صرح به القرآن، وأما الشفاعة التي أثبتها الكتاب والسنة فقد ثبتت للمذنبين الموحدين المخلصين، وهذا هو الذي تظاهرت عليه النصوص واعتقده أهل السنة والجماعة ودانوا به.
والحديث الذي أشار اليه المعترض من قوله "أنا لها أنا لها" لا ينافي ما تقرر، وذلك أن الناس في موقف القيامة اذا فزعوا إلى الرسل ليشفعوا لهم إلى الله في اراحتهم من كرب ذلك المقام بالحساب وكل نبي ذكر عذره قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "فيأتون فأخر بين يدي الله ساجداً" أو كما قال " فأحمده بمحامد يفتحها علي ثم يقال: ارفع رأسك وقل تسمع واسأل تعطه واشفع تشفع قال فيحد لي حداً فادخلهم الجنة" فتأمل كون هذه الشفاعة لم تقع الا بعد السجود لله ودعائه وحمده والثناء عليه بما هو أهله، وقوله "فيحد لي حداً" فيه بيان ان الله هو الذي يحد له، وهذا الذي يقع من الناس يوم القيامة مع الرسل هو من باب سؤال الحي الحاضر والتوسل إلى الله بدعائه، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم إذا نابهم شيء كما في حديث الاستسقاء وغيره.
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يفعلون عند قبره شيئاً من ذلك البتة ففرق أصحاب رسول الله وهم أعلم الأمة وأفضلها بين حالتي الحياة والممات وكانوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد والخروج منه وفي الصلوات والخطب وعند ذكره امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني أينما كنتم" ولما أراد عمر رضي الله عنه أن يستسقي بالناس أخرج معه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: اللهم انا كنا إذا أجدبنا توسلنا اليك بنبينا فتسقينا وأنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست