responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 185
هذه الأمة فظهر فيها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال (فمن) ونحو ذلك من الأحاديث.
وقوله ويكفيك في نفي هذه الشفاعة قوله أول المنظومة:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم -البيت.
الجواب: إن هذا يزيده شناعة ومقتاً لأن هذا تناقض بين وبرهان أنه لا يعلم ما يقول فلقد وقع فيما وقعت فيه النصارى من الغلو العظيم الذي نهى عنه ورسوله، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله أو فعل ما يوصل إليه بقوله: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا وقال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" وقوله لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت: قال: "أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده" وقال: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل" فلقد حذر أمته وأنذرهم عن الشرك ووسائله، وما دق منه وجل، ودعا الناس إلى التوحيد ونهاهم عن الشرك، وجاهدهم على ذلك حتى أزل الله به الشرك والأوثان من جميع الجزيرة وما حولها من نواحي الشام واليمن وغير ذلك.
وقد بعث السرايا في هدم الأوثان وإزالتها كما هو مذكور في كتب الحديث، والتفسير والسير كما في حديث أبي الهياج الأسدي الذي في الصحيح قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا تمثالاً إلا طمسته، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لهدم مناة، وبعث خالد بن الوليد يومئذ لهدم العزى، وقطع السمرات التي كانت تعبدها قريش وهذيل، وبعث المغيرة بن شعبة لهم اللات فهدمها وأزال من جزيرة العرب وما حولها جميع الأصنام والأوثان التي كانت تعبد من دون الله، والصحابة رضي الله عنهم تعاهدوا هذا الأمر واعتنوا به بإزالته أعظم الاعتناء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يقع في أمته من الاختلاف كما في حديث العرباض بن سارية قال: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً" الحديث، فوقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وعظم الاختلاف في أصل الدين بعد القرون المفضلة كما هو معلوم عند العلماء، ولو أخذنا نذكر ذلك أو بعضه لخرج بنا عن المقصود من الاختصار، فانظر إلى ما وقع اليوم من البناء على القبور، والمشاهد وعبادتها، فلقد عمت هذه البلية في كثير من البلاد، ووقع ما وقع من الشرك وسوء الاعتقاد في أناس ينسبون إلى العلم، قال سليمان التيمي لو أخذت بزلة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله، فإنا لله وإنا غليه راجعون.

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست