responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 142
هو دعاء غير الله فانه أخبر أنهم لا يملكون من قمطير، وهو القشر الذي يكون على ظهر النواة أي ليس لهم الامر شيء وان قل، ثم أخبر أنهم لا يسمعون دعاءهم وأنهم لو سمعوا ما استجابوا لهم، وهذا صريح في دعاء المسألة، ثم أخبر أن هذا شرك يكفرون به يوم القيمة فقال: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} كقوله: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} .
والله سبحانه قد أرسل رسله وأنزل كتبه ليعبده وحده ويكون الدين كله له ونهى أن يشرك به أحد من خلقه وأخبر أن الرسالة عمت كل أمة وأن دين الرسل واحد هو الأمر بعبادته وحده لا شريك له وأن لا يشرك به أحد سواه كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} وأخبر أنه لا يغفر أن يشرك به، وأن من أشرك به فقد حبط عمله، وصار من الخالدين في النار. كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} ..
فيقاتل لمن أنكر أن يكون دعاء الموتى والاستغاثة بهم في الشدائد شركاً أكبر أخبرنا عن هذا الشرك الذي عظمه الله وأخبر أنه لا يغفره؟ أتظن أن الله يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا؟ ومعلوم أن الله سبحانه أنزل كتابه تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وقد أخبر في كتابه أنه أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً فكيف يجوز أن يترك بيان الشرك الذي هو أعظم ذنب عصى الله به سبحانه فإذا أصغى الإنسان إلى كتاب الله وتدبره وجد فيه الهدى والشفاء {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} {مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} .
ويقال أيضاً قد أمرنا الله سبحانه بدعائه وسؤاله، واخبر أنه يجيب دعوة الداع إذا دعاه وأمرنا ان ندعوه خوفاً وطمعاً، فإذا سمع الإنسان قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقوله {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} وأطاع الله ودعاه وأنزل به حاجته وسأله تضرعاً وخفية فمعلوم أن هذا عباده فيقال: فإن دعا في تلك الحاجة نبياً أو ملكاً أو عبداً صالحاً هل أشرك في هذه العبادة فلا بد أن يقر بذلك إلا أن يكابر ويعاند.
وقال أيضاً: إذا قال الله {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وأطعت الله ونحرت له هل هذا عبادة فلا بد أن يقول: نعم: فيقال له: فإذا ذبحت لمخلوق نبي أو ملك أو غيرهما هل أشركت في هذه العبادة؟ فلا بد أن يقول: نعم إلا أن يكابر ويعاند، وكذلك السجود عبادة فلو سجد لغير الله لكان شركاً ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه النهي عن دعاء غيره وتكاثرت نصوص القرآن على النهي ذلك أعظم مما ورد في النهي عن السجود لغير الله والذبح لغير الله فإذا كان من سجد لغير نبي أو ملك وعبد صالح لا يشك أحد في كفره، وكذلك لو ذبح له القربان لم يشك أحد في كفره لأنه أشرك

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست