responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين نویسنده : ابن عثيمين    جلد : 8  صفحه : 79
علمنا بالكيفية؛ لأن استواء الله على العرش لا شك أن له كيفية، لكن لا تعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية، لكن لا تعلم؛ لأن مامن موجود إلا وله كيفية، لكنها قد تكون معلومة، وقد تكون مجهولة.
سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] : كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه العرق، ثم رفع رأسه وقال: " الاستواء غير مجهول "؛ أي: من حيث المعنى معلوم؛ لأن اللغة العربية بين أيدينا، كل المواضع التي وردت فيها استوى معداة بـ (على) معناها العلو فقال: " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول " لأن العقل لا يدرك الكيف؛ فإذا انتفى الدليل السمعي والعقلي عن الكيفية؛ وجب الكف عنها، " والإيمان به واجب "؛ لأن الله أخبر به عنه نفسه، فوجب تصديقه، " والسؤال عنه بدعة " [1] : السؤال عن الكيفية بدعة؛ لأن من هم أحرص منا على العلم ما سألوا عنها وهم الصحابة لما قال الله: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] ؛ عرفوا عظمة الله عز وجل، ومعنى الاستواء على العرش، وأنه لا يمكن أن تسأل: كيف استوى؟ لأنك لن تدرك ذلك فنحن إذا سُئلنا، فنقول: هذا السؤال بدعة.

[1] رواه اللالكائي في "شرح السنة" (664) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات (867) ، وأبو نعيم في الحلية (6/325) ، ورواه الدارمي في "الرد على الجهمية" (104) ، وابن عبد البرفي "التمهيد" (7/151) . قال ابن حجر "إسناده جيد" (الفتح: 13/407) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد قول مالك: "وهذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس في إسناده مما يعتمد عليه، وهكذا سائر قولهم يوافق مالك" "مجموع الفتاوى" (5/365) .
نام کتاب : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين نویسنده : ابن عثيمين    جلد : 8  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست