نام کتاب : مجموع فتاوى ابن باز نویسنده : ابن باز جلد : 8 صفحه : 106
ووقع لأمه كذا، من الأشياء الواقعة التي حفظها الشياطين وأدلوا بها إليه، فالشياطين تخبر بها على الساحر، والساحر يخبر بها على المريض، فيظن المريض لجهله أن عنده علما، وأنه ينبغي أن يستطب، وأن يؤخذ بقوله.
فالواجب الحذر من ذلك، وعدم سؤال السحرة والكهنة والمنجمين، فلا يسألون ولا يصدقون، يقول صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة [1] » ، فكيف إذا صدقه؟ ويقول: «من أتى عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد [2] » صلى الله عليه وسلم. من صدقه في دعوى علم الغيب كفر، وإنما هم يخبرون عن أشياء واقعة، وأما علم الغيب فإلى الله، ما سيقع إلى الله وهم يخبرون عن أشياء، وقع لك كذا، أو لأمك أو لأبيك أو لأخيك أو لفلان، حتى يروجوا على الناس بأباطيلهم.
فينبغي للمؤمن، بل الواجب عليه أن يحذر هؤلاء، ويحذر سؤالهم، ويتحرز بالأوراد الشرعية والأذكار الشرعية، ويبتعد عن خرافات السحرة والمشعوذين، ومن اعتصم بالله كفاه الله جل وعلا، لكن أكثر الناس ليس عندهم عناية بالأوراد الشرعية، ولا عناية بالقرآن، ولا عناية بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا تتمكن منهم الشياطين، وتلبس عليهم، وتزين لهم الباطل؛ لجهلهم وإعراضهم، والله سبحانه يقول: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [3] ويقول جل وعلا: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (4) [1] صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد بن حنبل (4/68) . [2] سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبو داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد بن حنبل (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136) . [3] سورة الزخرف الآية 36
(4) سورة الأعراف الآية 200
نام کتاب : مجموع فتاوى ابن باز نویسنده : ابن باز جلد : 8 صفحه : 106