نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 500
وقال السدي[1]: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [2] قال: خلقهم للعبادة، ولكن من العبادة عبادة لا تنفع؛ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [3]، هذا منهم عبادة، وليس ينفعهم مع شركهم[4].
وهذا المعنى صحيح، ولكن المشرك يعبد الشيطان، وما عدل به الله، وهذا ليس مراد الآية، فإن مجرد الإقرار بالصانع، لا يسمى عبادة لله مع الشرك به، ولكن يقال: كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [5][6].
هذا آخر ما وجت من هذه الرسالة[7]. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم. [1] تقدمت ترجمته في ص 251. [2] سورة الذاريات الآية (56) . [3] سورة لقمان الآية (25) . والزمر الآية (38) . [4] إلى هنا انتهى قول السدي. انظر: تفسير ابن كثير 4/255. [5] سورة يوسف الآية (106) . [6] مجمع فتاوى شيخ الإسلام 8/50. [7] وقد تقدم للمصنف في ص493 قوله: إنه رأى لشيخ الإسلام ابن تيمية ستة أقوال، في معنى قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] . وقد وجد منها في هذه الرسالة خمسة.
أما السادس: فقد ذكره شيخ الإسلام في مجموع فتاواه 8/51- 52، وهو قول جمهور المسلمين: أن الله خلقهم لعبادته، وهو فعل ما أمروا به. قالوا: يؤيده قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5] ، وقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} [التوبة: 31] .
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 500