نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 493
ويؤمنون بأن الله تبارك وتعالى عالم بجميع الكائنات قبل أن تكون، كيف تكون[1]. وغلاة منكري القدر قد أنكروا هذا العلم[2]فكفرهم بذلك الأئمة، أحمد وغيره[3]وأما من قال بإثبات القدر خيره وشره، /حلوه/[4] ومره، فلا يلزمه، ولا يرد عليه ما ورد على القدرية النفاة، من لزوم خروج العبد على فعل المولى.
وإن قال: أن العبد قد يخرج عن الإرادة الدينية الشرعية، إلى ما يضادها من المعاصي والكفر والفسوق، فيكون بذلك مخالفاً للأوامر الشرعية، وإن كان داخلاً تحت المشيئة الكونية القدرية؛ فالخروج عن القدر والمشيئة نوع آخر.
فالأول غير ممكن لجميع المخلوقات، لجريان الأقدار عليهم طوعاً وكرهاً. وأما الثاني فيقع من الأكثر، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [5]. ولله سبحانه وتعالى في خروج الأكثر عن أمره حكمة يحبها ويرضاها، لائقة بعلمه وحكمته، وعدله وربوبيته، يستحق أن يحمد عليها.
وقد رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- كلاماً حسناً في معنى قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [6]ذكر فيه ستة أقوال7:
أحدها: قول نفاة الحكم، كالأشاعرة[8]............................................................. [1] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 8/440، 459؛ وشرح العقيدة الطحاوية ص125- 126، 1333. [2] تذهب غلاة القدرية إلى أن الله لا يعلم الأشياء قبل وقوعها.
انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 8/440، 459؛ وشرح العقيدة الطحاوية ص126. [3] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 12/485. [4] في (د) : وحلوه. بزيادة واو في الأول. [5] سورة يوسف الآية (103) . [6] سورة الذاريات الآية (56) .
7 وردت هذه الأقوال الستة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام 8/37- 55. [8] تقدم التعريف بهم في ص57.
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 493