نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 475
ويشترط أن لا يكون عليه مفسدة، كما قال تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [1]. وقد أخذ بعض الناس من هذا أن "درء المفاسد يقدم على جلب المصالح"[2]كما هو مقرر في علم الأصول.
ثم إن الآية -آية الغلظة- مدنية[3]، بعد تمكن الرسول وأصحابه من الجهاد باليد، وظهور الاستمرار على الكفر من أعدائهم. فوقعت الغلظة في مركزها حيث لم ينفع اللين، وأسعد الناس بوراثة الرسول /صلى الله عليه وسلم/[4] في دعوة الخلق، أكملهم متابعة له في هذا.
وكان الصديق /رضي الله عنه/[5] أكمل الناس، ولذلك أسلم على يديه وانتفع به أمم كثيرة، بخلاف غيره؛ فقد قيل لبعضهم "إن منكم منفرين" [6].
والقصد من التشريع والأمر، تحصيل المصالح ودرء المفاسد حسب الإمكان، وقد [1] سورة الأنعام الآية (108) . [2] تقدم تخريج هذه القاعد الأصولية في ص 241. [3] هي مدينة كبقية الآيات في سورة التوبة، فكلها مدنية، سوى الآيتين الأخيرتين.
انظر الجامع لأحكام القرآن 8/ 40، وفتح القدير للشوكاني 2/ 331. [4] ساقط في (ب) و (ج) و (د) . [5] ساقط في (ب) و (ج) و (د) . [6] هذا جزء من حديث أبي مسعود قال: قال رجل يا رسول الله، إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضباً منه يومئد. ثم قال: " يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليتجوز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة".
صحيح البخاري مع الفتح 2/ 234، الأذان، باب من شكا إمامه إذا طول. صحيح مسلم بشرح النووي 4/ 428- 429، الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام. سنن ابن ماجة 1/ 177، إقامة الصلاة، باب من أم قوماً فليخفف.
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 475