نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 321
أَنَا[1] رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} [2]. فيقال: قراءة البصريين: "ليهب لك"، بالياء[3]، وهي تفسير للقراءة الأخرى. وعلى القراءة الأخرى نسب الهبة إليه لأنه سبب نفخ الروح في درعها، والسبب يضاف إليه الفعل، كما جزم به البيضاوي[4] وغيرها في هذه الآية[5]. والله -سبحانه وتعالى- ينفذ أمره الكوني على يد من يشاء من ملائكته. وربما نسب الفعل إليهم، كما قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [6]، وقال في موضع آخر: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ} [7]، وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} [8]، فأضافه إليهم لأنهم موكلون بقبض [1] في جميع النسخ: إني [2] سورة مريم: الآية (19) . [3] هكذا قرأ ورش، عن نافع، وأبو عمرو بن العلاء، على معنى: إنما أنا رسول ربك، أرسلني إليك ليهب الله لك غلاماً زكياً. وقد صوب الطبري القراءة الأولى بالألف " لأهب". انظر: التذكرة في القراءات الثمان، لأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون (ت399هـ) تحقيق: أيمن رشيد سويد، ط/1، 1412هـ - 1991م، 2/424؛ والحجة في القراءات السبع، لابن خالويه، تحقيق د. عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، بيروت، ط/ 2، 1397هـ - 1977م، ص236؛ وجامع البيان، للطبري، 16/61؛ والجامع لأحكام القرآن؛ 11/62؛ وتفسير ابن كثير، 3/121. [4] هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الشافعي، ناصر الدين أبو الخير، عالم بالفقه والتفسير، صاحب "مناهج الوصول إلى علم الأصول"؛ و"أنوار التنزيل"، و "شرح مصباح السنة". (ت691هـ) ، وقيل (685هـ؛ 696هـ) . انظر طبقات الشافعي الكبرى، للسبكي، 8/57- 158؛ ومعجم المؤلفين، 6/97. [5] أنوار التنزيل وأسرار التأويل، لناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 791هـ) ، ومعه "تفسير الجلالين"، ط/2، 1388هـ - 1968م، طبعة الحلبي بمصر، 2/31؛ وتفسير القاسمي؛ 11/4132. [6] سورة الزمر، الآية (42) . [7] سورة الأنفال: الآية (50) . [8] سورة الأنعام: الآية (61) .
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 321