نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 209
تبدؤونا[1] بالقتال، ولا نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم حقاً هو لكم في مال الله"[2]. ومع هذا هم مصرحون بتكفيره، مقاتلون له، ومستحلون لدمه، فكيف بمجرّد الفرح.
وقد ذكر في الزواجر: أن الفرح بمثل هذه المعاصي من المحرمات. ولم يقل إنه كفر[3].
ثم اعلم أنّ الفتنة في هذا الزمان بالبادية والبغاة، وبالعساكر الكفرة الطغاة، فتنة عمياء صماء، عمّ شرُّها، وطار شررها، ووصل لهيبها[4] إلى العذارى في خدورهنّ، والعواتق وسط بيوتهنّ، ولم يتخلّص منها إلاّ من سبقت له الحسنى، وكان له نصيب وافر من نور الوحي، والنور الأول، يوم خلق الله الخلق في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، وما أعزّ/من يعرف/[5] هذا الصنف، بل ما أعز من لا يعاديهم، ويرميهم بالعظائم، وأكثر الناس-كما وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فيما رواه كميل بن زياد[6]: " لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق"[7]. [1] في (د) : (تبدؤوننا) . [2] انظر البداية والنهاية، 7/292-293،296. [3] الزواجر عن اقتراف الكبائر، لأبي العباس أحمد بن محمد الهيتمي (ت 973هـ) ، طبعة الحلبي وبذيله: كتاب" الإعلام بقواطع الإسلام "، ط/2، 1390هـ، 2/198،123. [4] في (د) : (لهبها) . [5] ساقط في (أ) ، و (ج) . [6] هو كميل بن زياد النخعي، صاحب علي رضي الله عته، قال ابن حبان:" كان من المفرطين في علي، ممن يروي عنه المعضلات، منكر الحديث جداً، تُتَّقَى روايته، ولا يحتج به، ووثقه ابن سعد، وابن معين، (ت82هـ) .
انظر ترجمته: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي (ت748هـ) ، تحقيق محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، الحلبي بمصر، 3/415. البداية والنهاية، لابن كثير، 9/50. تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلاني (ت852هـ) ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط/2، 1395هـ/1975م، 2/136. [7] قول علي رضي الله عنه أوله:" الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم ... ". انظر: جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر،1/29. مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، لابن قيم الجوزية (751هـ) دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1/123؛ وعزاه لأبي نعيم في الحلية.
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 209