قام المسلم من نومه وأدخل يديه في الماء قبل أن يغسلهما ثلاث مرات
فهل يصلح هذا الماء للوضوء
س: إذا قام المسلم من نومه وأدخل يديه في الماء قبل أن يغسلهما ثلاث مرات، فهل يصلح هذا الماء للوضوء، وماذا لو أدخل أصبعه ليعرف هل الماء دافئ أم لا؟
الجواب: صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده [1] » ، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرشدنا إذا قمنا من النوم ألا ندخل أيدينا في الإناء حتى نغسلها ثلاثا قبل ذلك، وهذا معلل بقوله: «فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده [2] » فلعلها باتت في موضع قذر وحملت قاذورات وهو نائم لا يشعر بما حصل منه فهذه دعوة للنظافة والبعد عن القذر والترفع عنه، فدين الإسلام جاء بما فيه خير للقلوب والأبدان معا، فإنه أمر بغسل يديه ليكون هذا الغسل منقيا لها ومنظفا لها لأنها تدخل في الماء الذي يتمضمض منه ويستنشق منه ويغسل به الأعضاء فهذه دعوة للنظافة والبعد عن أسباب الإصابة بالوباء بكل طريق وأما كون الماء ينجس أو لا ينجس فهذا موضع اختلاف بين العلماء، والصحيح عدم تنجيس الماء بذلك، والله أعلم. [1] أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب الاستجمار وترا، برقم 162، ومسلم في كتاب الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره بيده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثا برقم 278. [2] صحيح البخاري الوضوء (162) ، صحيح مسلم الطهارة (278) ، سنن الترمذي الطهارة (24) ، سنن النسائي الغسل والتيمم (441) ، سنن أبي داود الطهارة (105) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (395) ، مسند أحمد (2/507) ، موطأ مالك الطهارة (40) .