responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 229
جرم السَّمَاء فانطبع فِيهِ رقم ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فبهت فِيهِ نَظَرِي وشخص إِلَيْهَا بَصرِي فطمحت إشراقات أنواره إِلَى عَالم الثرى فانتقش فِي طي مكنوناته مَكْتُوب واسجد واقترب فأنارت بذلك ظلمتي واطمأنت لذَلِك فكرتي وَقربت زفرتي وَلَا أسمع إِلَّا الْأَخْبَار وَلَا أشهد غير الْآثَار وَاتبع قوم سَبِيل الرشاد فِي إشراق أنواره ونصبوا الشَّرْع أمامهم وافتدوا بعساكر التَّوْفِيق جندا جندا وسارت ركائب التأييد وَفْدًا وَفْدًا وشموس الْهِدَايَة تسري مَعَهم وعيون الْعِنَايَة ترعى مرتعهم وتجمعهم فأوصلهم الصدْق فِي اتِّبَاع الْحق إِلَى مسالك التَّوْحِيد ومعافل التَّحْمِيد وعلت بهم الرتب عَن مقَام الريب انْتهى الْغَرَض مِنْهُ وَإِلَّا فَهُوَ بَحر لَيْسَ لَهُ سَاحل وتيه لَا يهتدى فِيهِ إِلَّا كَامِل (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ عَن معنى قَول أبي يزِيد خضت بحرا وقف الْأَنْبِيَاء بساحله (فاجاب) بقوله هَذَا القَوْل لم يَصح عَنهُ وان صَحَّ فَقَوله جَمِيع مَا أعْطى الْأَوْلِيَاء مِمَّا أعْطى الْأَنْبِيَاء كزق ملئ عسلا فرشحت مِنْهُ رشحات فَتلك الرشحات هِيَ مَا أعْطى الْأَوْلِيَاء وَمَا فِي بَاطِن الزق هُوَ مَا أعْطى الْأَنْبِيَاء يُوجب إِن لم يكن صدر مِنْهُ فِي حَال السكر صرف ذَلِك القَوْل عَن ظَاهره ويعين تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بجلالة الْأَنْبِيَاء بِأَن يُقَال وقفُوا بساحله ليعبروا فِيهِ من رَأَوْا فِيهِ أَهْلِيَّة العبور ويمنعوا من لم يرَوا فِيهِ أَهْلِيَّة العبور أَو ليدركوا من رَأَوْهُ أشرف على الْغَرق أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا فِيهِ نفع للْغَيْر كَمَا يقف الْأَفْضَل يشفع فِي دُخُول الْجنَّة وَيدخل الْمَفْضُول قَالَ بَعضهم أَو يُقَال وقوفهم وقُوف صُدُور لَا وقُوف وُرُود وعَلى كل حَال فَلَا يظنّ بِأبي يزِيد نفع الله بِهِ إِلَّا مَا يَلِيق بجلالة قدره وعلو مقَامه وَمَا علم مِنْهُ من تَعْظِيم الْأَنْبِيَاء وشرائعهم وَنِهَايَة الْأَدَب مَعَ جَمِيعهم (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ عَن الْخطاب الَّذِي يذكرهُ الْأَوْلِيَاء فَيَقُول أحدهم حَدثنِي قلبِي عَن رَبِّي وَيَقُول بَعضهم خاطبني رَبِّي بِكَذَا هَل ينْسب إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَمَا حَقِيقَته وَهل يُسمى كلَاما أَو حَدِيثا وَمَا الْفرق بَين مَا سَمعه الْأَنْبِيَاء وَمَا سَمعه الْأَوْلِيَاء وَمَا على من جحد أَحدهمَا (فَأجَاب) بقوله فرق القطب الرباني الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلاني نفع الله بِهِ بَين النُّبُوَّة وَالْولَايَة بِمَا حَاصله أَن النُّبُوَّة كَلَام الله الْوَاصِل للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - مَعَ الْملك وَالروح الْأمين وَالْولَايَة حَدِيث يلقى فِي قلب الْوَلِيّ على سَبِيل الإلهام المصحوب بسكينة توجب الطُّمَأْنِينَة وَالْقَبُول لَهُ من غير توقف وَلَا تلعثم ورد الأول كفر وَالثَّانِي نقص وَجَاء فَقِيه لأبي يزِيد مُعْتَرضًا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ علمك عَمَّن وَمن أَيْن فَقَالَ علمي من عَطاء الله وَعَن الله عز وَجل وَمن حَيْثُ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - من عمل بِمَا يعلم أورثه الله علم مَا لم يعلم وَقَالَ الْعلم علمَان علم ظَاهر وَعلم بَاطِن فالعلم الظَّاهِر حجَّة الله على خلقه وَالْعلم الْبَاطِن هُوَ الْعلم النافع فعلمك يَا فَقِيه نقل من لِسَان إِلَى لِسَان للتعلم لَا للْعَمَل وَعلمِي من علم الله عز وَجل إلهاما ألهمني من عِنْده فَقَالَ لَهُ الْفَقِيه علمي عَن الثِّقَات عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - عَن جِبْرِيل عَن الله فَقَالَ للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - علم عَن الله عز وَجل لم يطلع عَلَيْهِ جِبْرِيل وَلَا مِيكَائِيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فَطلب مِنْهُ الْفَقِيه أَن يُوضح لَهُ علمه الَّذِي ذكره فَقَالَ يَا فَقِيه أعلمت أَن الله عز وَجل كلم مُوسَى تكليما وكلم مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - وَرَآهُ كفاحا وكلم الْأَنْبِيَاء وَحيا قَالَ بلَى قَالَ أما علمت أَن كَلَامه للصديقين والأولياء بإلهام مِنْهُ لَهُم وَألقى فَوَائده فِي قُلُوبهم وتأييده لَهُم ثمَّ أنطقهم بالحكمة ونفع بهم الْأمة وَمِمَّا يُؤَيّد مَا قَتله مَا ألهم الله عز وَجل أم مُوسَى أَن تقذفه فِي التابوت ثمَّ تلقيه فِي اليم وكما أفهم الْحَضَر فِي أَمر السَّفِينَة وَأمر الْغُلَام والحائط وَقَوله لمُوسَى وَمَا فعلته عَن أَمْرِي أَي إِنَّمَا هُوَ علم الله عز وَجل وَقَالَ تَعَالَى وعلمناه من لدنا علما أَي بِنَاء على مَا عَلَيْهِ الصُّوفِيَّة قاطبة أَنه ولي لَا نَبِي وكما ألهم يُوسُف - صلى الله عليه وسلم - فِي السجْن فَقَالَ ذلكما مِمَّا عَلمنِي رَبِّي أَي وَكَانَ ذَلِك قبل النُّبُوَّة وكما قَالَ أَبُو بكر لعَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَن بنت خَارِجَة حَامِل ببنت وَلم يكن استبان حملهَا فَولدت جَارِيَة وَمثل هَذَا كثير وَأهل الإلهام قوم اختصهم الله بالفوائد فضلا مِنْهُ عَلَيْهِم وَقد فضل الله بَعضهم على بعض فِي الإلهام والفراسة فَقَالَ الْفَقِيه قد أَعْطَيْتنِي أصلا وشفيت صَدْرِي وَمِمَّا يُؤَيّد مَا رَوَاهُ الصُّوفِيَّة من أَن الإلهام حجَّة أَي فِيمَا لَا مُخَالفَة فِيهِ لحكم شَرْعِي مَا صَحَّ من قَوْله - صلى الله عليه وسلم - فِي الحَدِيث الْقُدسِي فَإِذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ وبصره الَّذِي يبصر بِهِ الحَدِيث وَفِي رِوَايَة فَبِي يسمع وَبِي يبصر وَبِي ينْطق وَفِي أُخْرَى وَكنت لَهُ سمعا

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست