responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 216
الْأُخْرَى عَلَيْهَا وَقَالَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قومِي بِإِذن الله فحييت وطارت وَالنَّاس يشاهدون وَقد تكلمهم الْمَوْتَى فَفِي رِسَالَة الْقشيرِي عَن أبي سعيد الخراز رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ مجاورا بِمَكَّة فَمر بِبَاب بني شيبَة فَرَأى شَابًّا حسن الْوَجْه مَيتا فَنظر فِي وَجهه فَتَبَسَّمَ وَقَالَ يَا أَبَا سعيد أما علمت أَن الأحباء أَحيَاء وَإِن مَاتُوا وَإِنَّمَا ينقلون من دَار إِلَى دَار وَجَاء مُسْندًا من ثَلَاث طرق أَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر رَضِي الله عَنهُ زار وَمَعَهُ نَاس كَثِيرُونَ قبر الشَّيْخ حَمَّاد الدباس فَأطَال الْوُقُوف عِنْده ثمَّ انْصَرف مَسْرُورا فَسئلَ فَأخْبر أَنه مر مَعَ الشَّيْخ حَمَّاد وَأَصْحَابه على قنطرة بِبَغْدَاد لصَلَاة الْجُمُعَة فَدفعهُ فِي النَّهر امتحانا لَهُ بِشدَّة الْبرد فَلم يتأثر فَأخْبر أَصْحَابه بِأَنَّهُ جبل لَا يَتَحَرَّك وَأَنه رأى الشَّيْخ حمادا فِي قَبره على أحسن هَيْئَة إِلَّا أَن يَده الْيُمْنَى لَا تُطِيعهُ قَالَ فَقلت لَهُ مَا هَذَا قَالَ هَذِه الْيَد الَّتِي رميتك بهَا فَهَل أَنْت غَافِر لي ذَلِك فَقلت نعم قَالَ فاسأل الله تَعَالَى أَن يردهَا عَليّ فوقفت أسأَل الله تَعَالَى فِي ذَلِك وَقَامَ معي خَمْسَة آلَاف ولي فِي قُبُورهم يسْأَلُون الله تَعَالَى أَن يقبل مسئلتي فِيهِ ويتشفعون عِنْدِي فِي تَمام المسئلة فَمَا زلت أسأَل الله تَعَالَى فِي ذَلِك حَتَّى رد الله تَعَالَى يَده وصافحني بهَا ثمَّ اجْتمع الْمَشَايِخ وطلبوا برهانا على هَذِه الْقِصَّة فَقَالَ لَهُم اخْتَارُوا لكم رجلَيْنِ نبين لكم ذَلِك على اسانهما فَاخْتَارُوا شَخْصَيْنِ غائبين وَقَالُوا نمهلك فَقَالَ لَا تقوموا حَتَّى تسمعوا مِنْهُمَا فَلم يَلْبَثُوا حَتَّى جَاءَ أَحدهمَا يشْتَد عدوا فَقَالَ أشهدني الله السَّاعَة الشَّيْخ حَمَّاد وَقَالَ لي يَا يُوسُف أسْرع إِلَى مدرسة الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَقل للمشايخ الَّذين فِيهَا صدق الشَّيْخ عبد الْقَادِر فِيمَا أخبر بِهِ عني فَلم يتم كَلَامه حَتَّى جَاءَ الآخر وَأخْبر بِمثل مَا أخبر بِهِ فَقَامُوا وَاسْتَغْفرُوا وكانفلاق الْبَحْر وجفافه فِي الرسَالَة عَن بَعضهم كُنَّا فِي مركب فَمَاتَ رجل منا فأخذنا فِي جهازه فَمَا أردنَا أَن نلقيه فِي الْبَحْر جف فَحَفَرْنَا لَهُ قبرا ودفناه فارتفع المَاء والمركب وسرنا وكانقلاب الْأَعْيَان وَهُوَ كثير لَا يُحْصى مِنْهُ انقلاب الْخمر سمنا كَمَا وَقع للشَّيْخ عِيسَى الهتار اليمني فَإِنَّهُ مر على بغي فواعدها ليأتيها بعد الْعشَاء فَفَرِحت وتزينت وَجَاء وَدخل بَيتهَا وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ خرج وَقَالَ حصل الْمَقْصُود فتابت وَزوجهَا لبَعض الْفُقَرَاء وَأمر بِعَمَل عصيدة وَلِيمَة وَأَن لَا يشترى لَهَا اداما ثمَّ حضر هُوَ والفقراء كالمنتظرين الإدام وَكَانَ وصل الْخَبَر لأمير خدن لَهَا فَأرْسل بقارورتي خمر يمْتَحن الشَّيْخ بهما ليأتدموا بهما فَأَخذهُمَا الشَّيْخ فصبهما سمنا أطيب مَا يُوجد فَأكل مِنْهُ الرَّسُول وَبلغ الْخَبَر الْأَمِير فَحَضَرُوا كل مَا أدهشه فَتَابَ لوقته وكطي الأَرْض لَهُم وتعدد صور جسدهم فِي أمكنة مُخْتَلفَة وتفجير المَاء وَكَلَام الجمادات والحيوانات لَهُم وَطَاعَة الْأَشْيَاء لَهُم حَتَّى الْجِنّ وَغير ذَلِك مِمَّا اشْتهر وتواتر تواترا أدحض حجَّة الْمُخَالفين وأباد شبه الْجَاهِلين قَالَ اليافعي وَمِمَّا تفارق الْكَرَامَة فِيهِ المعجزة أَن المعجزة يجب على النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - إظهارها والكرامة يجب على الْوَلِيّ إِخْفَاؤُهَا إِلَّا عِنْد ضَرُورَة أَن إِذن أَو حَال غَالب لَا يكون لَهُ فِيهِ اخْتِيَار أَو تَقْوِيَة يَقِين مُرِيد قَالَ وَإِطْلَاق الْمُحَقِّقين أَنه يجوز لَهُ إظهارها يحمل على بعض هَذِه الصُّور للْعلم بِأَن إظهارها لغير غَرَض صَحِيح لَا يجوز بِخِلَافِهِ لغَرَض صَحِيح وضابطه أَن يكون فِي إظهارها مصلحه كَمَا وَقع لكَافِر ملك أَنه قَالَ لشيخ إِن لم تظهر لي كَرَامَة وَإِلَّا قتلت الْفُقَرَاء فأظهر لَهُ قلب بعير ذَهَبا وَرمي بكوز فارغ فِي الْهَوَاء فَامْتَلَأَ مَاء فَنَكس رَأسه فَلم يخرج مِنْهُ قَطْرَة فَقيل للْملك هَذَا سحر فَأمر الشَّيْخ بإيقاد نَار عَظِيمَة وبالسماع ثمَّ دخل هُوَ والفقراء فِيهَا وخطف ولد الْملك مَعَهم فَغَاب سَاعَة وَخرج وبإحدى يَدَيْهِ رمانة وَالْأُخْرَى تفاحة فَقيل وَهَذَا سحر أَيْضا فَأخْرج لَهُ الْملك قدحا ملآنا سما وَقَالَ لَا أصدق إِلَّا إِن شربته جَمِيعه فَأمر بِالسَّمَاعِ ثمَّ شربه فتمزقت ثِيَابه فأبدلت فتمزقت فأبدلت فتمزقت وَهَكَذَا حَتَّى بقيت وَلم يصبهُ شَيْء غير أَنه كَانَ يرشح عرقا وكما وَقع للعارف أبي الْعَبَّاس المرسي أَن رجلا أَضَافَهُ وَقدم لَهُ طَعَاما خبيثا امتحانا لَهُ فَقَالَ إِن كَانَ على يَد الْحَرْث بن أَسد المجلسي عرق يضْرب إِذا قدم لَهُ الْحَرَام فعلى يَدي سِتُّونَ عرقا كَذَلِك فَاسْتَغْفر الرجل وَتَابَ وَأما الْفرق بَين الْكَرَامَة وَالسحر فَهُوَ أَن الخارق الْغَيْر المقترن بتحدي النُّبُوَّة فَإِن ظهر على يَد صَالح وَهُوَ الْقَائِم بِحُقُوق الله وَحُقُوق خلقه فَهُوَ الْكَرَامَة أَو على يَد من لَيْسَ كَذَلِك فَهُوَ السحر أَو الاستدراج قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَلَيْسَ ذَلِك مُقْتَضى الْعقل وَلكنه متلقى من إِجْمَاع الْعلمَاء انْتهى وتمييز الصَّالح الْمَذْكُور عَن غَيره بَين لإخفاء فِيهِ إِذْ لَيست السيما كالسيما وَلَا الْآدَاب كالآداب

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست