responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 213
الْكَبِير أبي عبد الله الْقرشِي أَنه وَقع بِمصْر غلاء كَبِير فَتوجه للدُّعَاء بِرَفْعِهِ فَقيل لَا تدع فَلَا يسمع لأحد مِنْكُم فِي هَذَا الْأَمر دُعَاء فسافرت إِلَى الشَّام فَلَمَّا وصلت إِلَى قريب ضريح الْخَلِيل عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام تَلقانِي فَقلت يَا رَسُول الله اجْعَل ضيافتي عنْدك الدُّعَاء لأهل مصر فَدَعَا لَهُم فَفرج الله عَنْهُم فَقَالَ اليافعي فَقَوله تَلقانِي الْخَلِيل قَول حق لَا يُنكره إِلَّا جَاهِل بِمَعْرِِفَة مَا يرد عَلَيْهِم من الْأَحْوَال الَّتِي يشاهدون فِيهَا ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَيَنْظُرُونَ الْأَنْبِيَاء أَحيَاء غير أموات كَمَا نظر النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جمَاعَة من الْأَنْبِيَاء فِي السَّمَاء وَسمع خطابهم وَقد تقرر أَن مَا جَازَ للأنبياء معْجزَة جَازَ للأولياء كَرَامَة بِشَرْط عدم التحدي وَحكى ابْن الملقن فِي طَبَقَات الْأَوْلِيَاء أَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي قَالَ رَأَيْت النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قبل الظّهْر فَقَالَ لي يَا بني لم لَا تَتَكَلَّم قلت يَا أبتاه أَنا رجل أعجمي كَيفَ أَتكَلّم على فصحاء بَغْدَاد فَقَالَ لي افْتَحْ فَاك ففتحته فتفل فِيهِ سبعا وَقَالَ تكلم على النَّاس وادع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة فَصليت الظّهْر وَجَلَست وحضرني خلق كثير فارتج على فَرَأَيْت عليا قَائِما بإزائي فِي الْمجْلس فَقَالَ يَا بني لم لَا تَتَكَلَّم فَقلت يَا أبتاه قد ارتج على فَقَالَ افْتَحْ فَاك ففتحته فتفل فِيهِ سِتا قلت لم لَا تكملها سبعا قَالَ أدبا مَعَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ توارى عني فتكلمت وَقَالَ فِي تَرْجَمَة غَيره كَانَ كثير الرُّؤْيَة للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يقظة وَمنا مَا وَذكر الْكَمَال الأدفوي عَمَّن أَخذ عَنهُ ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره عَن غَيره وَقَالَ التَّاج ابْن عَطاء الله عَن شَيْخه الْكَامِل الْعَارِف أبي الْعَبَّاس المرسي صافحت بكفي هَذِه رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَحكى ابْن فَارس عَن سَيِّدي عَليّ وفا قَالَ كنت وَأَنا ابْن خمس سِنِين اقْرَأ الْقُرْآن على رجل فَأَتَيْته مرّة فَرَأَيْت النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يقظة لَا مناما وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض قطن ثمَّ رَأَيْت الْقَمِيص على فَقَالَ لي اقْرَأ فَقَرَأت عَلَيْهِ سُورَة وَالضُّحَى وألم نشرح ثمَّ غَابَ عني فَلَمَّا أَن بلغت إِحْدَى وَعشْرين سنة أَحرمت بِصَلَاة الصُّبْح بالقرافة فَرَأَيْت النَّبِي قبالة وَجْهي فعانقني فَقَالَ وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث فأتبت لِسَانه من ذَلِك الْوَقْت والحكايات فِي ذَلِك عَن أَوْلِيَاء الله كَثِيرَة جدا وَلَا يُنكر ذَلِك إِلَّا معاندا أَو محروم وَعلم مِمَّا مر عَن ابْن الْعَرَبِيّ أَن أَكثر مَا تقع رُؤْيَته - صلى الله عليه وسلم - بِالْقَلْبِ ثمَّ بالبصر لَكِنَّهَا بِهِ لَيست كالرؤية المتعارفة وَإِنَّمَا هِيَ جمعية حَالية وَحَالَة برزخية وَأمر وجداني فَلَا يدْرك حَقِيقَته إِلَّا من بَاشرهُ كَذَا قيل وَيحْتَمل أَن المُرَاد الرُّؤْيَة المتعارفة بِأَن يرى ذَاته طَائِفَة فِي الْعَالم أَو تنكشف الْحجب لَهُ بَينه وَبَين النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي قَبره فينظره حَيا فِيهِ رُؤْيَة حَقِيقَة إِذْ لَا اسْتِحَالَة لَكِن الْغَالِب أَن الرُّؤْيَة إِنَّمَا هِيَ لمثاله لَا لذاته وَعَلِيهِ يحمل قَول الْغَزالِيّ لَيْسَ المُرَاد أَنه يرى جِسْمه وبدنه بل مِثَالا لَهُ صَار ذَلِك الْمِثَال آيَة يتَأَدَّى بِهِ الْمَعْنى الَّذِي فِي نَفسه والآلة إِمَّا حَقِيقِيَّة وَإِمَّا خيالية وَالنَّفس غير الخيال المتخيل فَمَا رَآهُ من الشكل لَيْسَ هُوَ روح الْمُصْطَفى - صلى الله عليه وسلم - وَلَا هُوَ شخصه بل هُوَ مِثَال على التَّحْقِيق قَالَ وَمثل ذَلِك من يرى الله تَعَالَى فِي الْمَنَام فَإِن ذَاته منزهة عَن الشكل وَالصُّورَة وَلَكِن تَنْتَهِي تعريفاته إِلَى العَبْد بِوَاسِطَة مِثَال محسوس من نور أَو غَيره وَيكون ذَلِك الْمِثَال حَقًا فِي كَونه وَاسِطَة فِي التَّعْرِيف فَيَقُول الرَّائِي رَأَيْت الله فِي الْمَنَام لَا يَعْنِي أَنى رَأَيْت ذَات الله كَمَا يَقُول فِي حق غَيره انْتهى ثمَّ رَأَيْت ابْن الْعَرَبِيّ صرح بِمَا ذَكرْنَاهُ من أَنه لَا يمْتَنع رُؤْيَة ذَات النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بِرُوحِهِ وَجَسَده لِأَنَّهُ وَسَائِر الْأَنْبِيَاء أَحيَاء ردَّتْ إِلَيْهِم أَرْوَاحهم بَعْدَمَا قبضوا وَأذن لَهُم فِي الْخُرُوج من قُبُورهم وبالتصرف فِي الملكوت الْعلوِي والسفلي وَلَا مَانع من أَن يرَاهُ كَثِيرُونَ فِي وَقت وَاحِد لِأَنَّهُ كَالشَّمْسِ وَإِذا كَانَ القطب يمْلَأ الْكَوْن كَمَا قَالَه التَّاج ابْن عَطاء الله فَمَا بالك بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا يلْزم من ذَلِك أَن الرَّائِي صَحَابِيّ لِأَن شَرط الصُّحْبَة الرُّؤْيَة فِي عَالم الْملك وَهَذِه رُؤْيَة وَهُوَ فِي عَالم الملكوت وَهِي لَا تفِيد صُحْبَة وَإِلَّا لثبتت لجَمِيع أمته لأَنهم عرضوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك الْعَالم فَرَآهُمْ ورأوه كَمَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ مَا معنى قَول الحلاج أَنا الْحق وَقَول أبي يزِيد سبحاني سبحاني (فَأجَاب) بقوله للعارفين رَضِي الله عَنْهُم ونفعنا بعلومهم وأسرارهم ولحظاتهم أَوْقَات يغلب عَلَيْهِم فِيهَا شُهُود الْحق تَعَالَى بِعَين الْعلم والبصيرة فَإِذا تمّ لَهُم ذَلِك الشُّهُود ذهلوا حَتَّى عَن نُفُوسهم وَلم يبْق لَهُم شُعُور بِغَيْر الْحق تَعَالَى فَحِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُونَ على لِسَان ذَلِك الْقرب

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست