responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع السلك في طبائع الملك نویسنده : ابن الأزرق    جلد : 1  صفحه : 112
مُتَوَقف على التغلب عَلَيْهِ بقهر من ينافس فِيهِ لشرف منصبه واشتماله على الملاذ الْبَدَنِيَّة والنفسانية كَمَا قَالَ وَالْملك بعد أبي ليلى لمن غلبا والتغلب من حَيْثُ هُوَ كَذَلِك مُتَوَقف على العصبية لما فِيهَا من النعرة الحاملة على التعاضد والتناحر لَا محَالة لِأَن شَأْن كل أَمر لايتم حمل النَّاس عَلَيْهِ إِلَّا بِالسَّيْفِ والسنان لما فِي طباعهم من استعصاء وصعوبة الانقياد كَمَا سبقت الْإِشَارَة إِلَيْهِ
تَنْبِيه قَالَ ابْن خلدون وَهَذَا الْأَمر بعيد عَن إفهام الْجُمْهُور لنسيانهم عهد تمهيد الدول أَولا فَلَا يعْرفُونَ مَا فعل الله أول الدولة وَمَا لَقِي أَوَّلهمْ من المتاعب
قَالَ وخصوصا أهل الأندلس فِي نِسْيَان هَذِه العصبية لطول الأمد واستغنائهم فِي الْغَالِب عَن قوتها لتلاشي وطنهم وخلوه عَن العصائب وَالله قَادر على مَا يَشَاء
قلت وَذكر فِي مَوضِع آخر إِن أول قَائِم بِأَمْر الْمُسلمين من هَؤُلَاءِ الْمُلُوك النصريين أَيّدهُم الله ونصرهم وَهُوَ السُّلْطَان الْغَالِب بِاللَّه مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر قدس الله روحه لم يحْتَج لكثر من عِصَابَة قَليلَة من قرَابَة المسمين بالرؤساء لقلَّة العصائب بالأندلس وَإِنَّهَا سُلْطَان ورعية فَلَا يظنّ بِهِ خلاف ذَلِك وَالله غَنِي عَن الْعَالمين انْتهى المُرَاد مِنْهُ
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة أَن الْغَايَة الَّتِي تجْرِي إِلَيْهَا العصبية هِيَ الْملك
لِأَن صَاحبهَا إِذا بلغ رُتْبَة الرياسة الَّتِي يصير بهَا متبوعا لَا غير وَأمكنهُ الترقي إِلَى مَا وَرَاء ذَلِك من الْقَهْر والتغلب فَإِنَّهُ يترامى إِلَيْهِ بأقصى جهده تكميلا لمطلوب النَّفس مِنْهُ وتحصيلا لغاية مَا تجْرِي إِلَيْهِ العصبية الْقَاهِرَة وَهُوَ الْملك الَّذِي بِهِ كَمَال الْقَهْر والتغلب

نام کتاب : بدائع السلك في طبائع الملك نویسنده : ابن الأزرق    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست