باسم القرائين، وهم الآخذون بِأَصْل التَّوْرَاة والمزامير النابذون للتلمود أَي لتفسيرات ومزيدات الْأَحْبَار والحاخامين الأقدمين.
أما الفئة الثَّانِيَة فهم الزَّنَادِقَة المارقون من النَّصْرَانِيَّة كليا لعدم ملاءمتها لِلْعَقْلِ، وَهَؤُلَاء فِي أوروبا وأمريكا كَذَلِك يزِيدُونَ على مائَة مليون من النُّفُوس، غالبهم مستعدون لقبُول ديانَة تكون معقولة حرَّة سمحاء تريحهم من نصب الْكفْر فِي الْحَيَاة الْحَاضِرَة فضلا عَن الْعَذَاب فِي الْآخِرَة.
وَمن غَرِيب نتائج التدقيق: إِن أَفْرَاد هَذِه الفئة كلما بعدوا عَن النَّصْرَانِيَّة نفوراً من شركها وخرافاتها وتشديداتها، يقربون طبعا من التَّوْحِيد والإسلامية وحكمتها وسماحتها.
فبناء على هَذِه الآمال ترى جمعية) ليفربول) أهمية عَظِيمَة لتحرير مَسْأَلَة الاستهداء من الْكتاب وَالسّنة، وتصوير حِكْمَة وسماحة الدّين الإسلامي للْعَالم المتمدن. فأرجو حَضْرَة الْأُسْتَاذ الرئيس أَن يسمح لي بتفهم مَسْأَلَة الاستهداء على أسلوب المحاورة والمساجلة مَعَ بعض الإخوان الأفاضل فِي هَذَا المحفل العلمي الْعَظِيم. فَأَجَابَهُ الْأُسْتَاذ الرئيس بقوله لَهُ: ساجل من شِئْت وخاطب من أردْت فالأخوان كلهم عُلَمَاء أفاضل حكماء.