responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي    جلد : 1  صفحه : 264
يلاطف أصحاب المقتدر ويتودّد إليهم ويهاديهم، وكان يحبّونه ويتعصّبون له دائما ويصفونه عند المقتدر فاتّفق أن حصل فتق [1] من الفتوق ببعض الجهات فجهّز المقتدر جيشا وأرسله صحبة بعض أمرائه إلى تلك الجهة، ثمّ كان المقتدر شديد التطلّع إلى أخبار هذا الجيش، فأرسل ابن الخصيب طيورا صحبة بعض ثقاته مع الجيش، وقال لصاحبه: سرّح كلّ يوم طيورا وعليها الأخبار ساعة فساعة، فكانت ترد الأخبار على الطّيور إلى أحمد بن عبيد الله بن الخصيب فيعرضها على المقتدر ساعة بعد ساعة حتى إن المقتدر لم يفته من أمر الجيش شيء فتعجب المقتدر من ذلك وقال: من أين يعلم أحمد بن الخصيب أخبار هذا الجيش؟ فعرف الصّورة وقيل له: من تسمو همّته إلى مثل هذا وليس له تعلّق بهذه القضيّة، فكيف يكون جدّه واجتهاده إذا صار وزيرا؟ فاستوزره.
قالوا: وكان أبو العبّاس أحمد بن عبيد الله بن الخصيب عفيفا متورّعا من مال السّلطان والرعيّة، مجانبا للخيانة، محافظا على الأمانة. ثمّ ضعف أمره وانحرفت عنه السيّدة أمّ المقتدر- وكان كاتبها قبل الوزارة- فعزل وقبضت أمواله [2] وذلك في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وزارة أبي عليّ محمّد بن عليّ بن مقلة للمقتدر
هو صاحب الخطّ الحسن المشهور، الّذي تضرب بحسنة الأمثال. وهو أوّل من استخرج هذا الخطّ ونقله من الوضع الكوفيّ إلى هذا الوضع، وتبعه بعده ابن البوّاب [3] . كان في ابتداء أمره يخدم في بعض الدّواوين في كلّ شهر بستّة دنانير ثمّ إنّه تعلق بأبي الحسن بن الفرات الوزير واختصّ به، وكان ابن الفرات كالبحر سماحا وجودا، فرفع من قدره وأعلى من شأنه، فمكث بين يديه يعرض عليه رقاعا في مهمات الناس، وينتفع بسبب ذلك، وكان ابن الفرات يأمر بالتحصيل

[1] الفتق: هنا، العصيان والخروج على الطاعة. التمرّد.
[2] قبضت أمواله: صودرت مصادرة.
[3] ابن البواب: عليّ بن هلال البغداديّ، أبدع في الخطّ العربيّ بعد ابن مقلة وكان من ابتداعه الخط الريحانيّ والمحقّق. توفي حوالي/ 422/ هـ.
نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست