نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 245
نوائب الدّهر أدبتني ... وإنّما يوعظ الأديب
قد ذقت حلوا وذقت مرّا ... كذاك عيش الفتى ضروب [1]
ما مرّ بؤس ولا نعيم ... إلّا ولي منهما نصيب
(منسرح) وكانت بنو وهب من رؤساء النّاس وحذّاقهم، وفضلائهم وكرمائهم، وكانت دولتهم ناضرة، وأيّامهم مشرقة، والأدب في أيّامهم قائم المواسم، والكرم واضح المعالم وخلع المهتدي ووزيره.
انقضت أيام المهتدي باللَّه ووزرائه.
ثمّ ملك بعده المعتمد على الله
هو أبو العبّاس أحمد بن المتوكّل، بويع سنة ستّ وخمسين ومائتين، كان المعتمد مستضعفا، وكان أخوه الموفّق طلحة النّاصر هو الغالب على أموره، وكانت دولة المعتمد دولة عجيبة الوضع: كان هو وأخوه الموفّق طلحة كالشريكين في الخلافة للمعتمد الخطبة والسكّة [2] والتسمّي بإمرة المؤمنين، ولأخيه طلحة الأمر والنهي، وقود العساكر ومحاربة الأعداء، ومرابطة الثّغور، وترتيب الوزراء والأمراء، وكان المعتمد مشغولا عن ذلك بلذّاته، وفي تلك الأيّام كانت وقائع صاحب الزّنج.
شرح حال صاحب الزنج ونسبه وما آل أمره عليه
ظهر في تلك الأيام رجل يقال له: عليّ بن محمّد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) . فأمّا نسبه: فليس عند النّسابين بصحيح، وهم يعدّونه من الأدعياء. وأمّا حاله: فإنّه كان رجلا فاضلا
[1] ضروب: أشكال وأنواع. [2] السّكّة: ضرب العملة كالدرهم والدينار.
نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 245