نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 171
فقبل قوله وبنى الرّصافة. وتمّت الرّصافة وصار الخلفاء بعد ذلك يدفنون موتاهم بها وبنوا بها التّرب الجليلة وحملوا إليها من الفرش العظيم والآلات الجليلة ما يتجاوز الحصر ووقفوا عليها من النّواحي والأقرحة [1] والعقارات جملة كثيرة وكانت في أيّامهم حرما إذا لجأ إليها الخائف أمن.
ومات المنصور محرما بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة؟ فكتم الرّبيع [2] أمره لأجل البيعة للمهديّ. فيقال إنه أجلسه وسنده وجعل على وجهه كلّة خفيفة، يرى وجهه منها ولا يفهم أمره. وأذن لوجوه بني هاشم، فلمّا دخلوا ووقفوا بين يديه وهم يحسبون أنّه حيّ تقدّم الربيع إليه كأنه يشاوره ثمّ عاد إليهم، وقال: أمير المؤمنين يأمركم بتجديد البيعة للمهديّ، فبايع الناس طرّا [3] .
وقيل: إنّ المهديّ لما بلغه ذلك استخفّ بالرّبيع وقال: ما منعتك هيبة أمير المؤمنين من هذا الفعل به.
شرح حال الوزارة في أيّامه
لم تكن الوزارة في أيّامه طائلة، لاستبداده واستغنائه برأيه وكفاءته، مع أنّه كان يشاور في الأمر دائما. وإنّما كانت هيبته تصغر لها هيبة الوزارة، وكانوا لا يزالون على وجل منه وخوف، فلا يظهر لهم أبّهة ولا رونق.
وزارة أبي أيّوب الموريانيّ للمنصور
موريان قرية من قرى الأهواز [4] . كان المنصور قد اشتراه صبيّا قبل [1] الأقرحة: الآبار. [2] الربيع: هو أبو الفضل الربيع بن يونس بن محمّد. وزر للمنصور حتى وفاته وقتله الخليفة الهادي بالسمّ عام/ 170/ هـ. [3] طرّا: جميعا. [4] الأهواز: مقاطعة جنوب غرب إيران، وشمال الخليج العربيّ.
نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 171