نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 169
عسكر المنصور ودخلوا خلف الجمال فوضعوا فيهم السّيوف وأبادوهم قتلا. وكان عدّة القتلى نحوا من ستين ألفا. وقد دلّ الاستقراء على أنّ من اخترع دولة وأحدثها لم يستمتع بها في أغلب الأحوال. قال صلوات الله عليه: «لا تتمنّوا الدّول فتحرموها» وكأنّ المخترع للدولة يكون عنده من الدالّة [1] والتبسّط ما تأنف من احتماله نفوس الملوك. فكلما زاد تبسّطه زادت الأنفة عندهم حتّى يوقعوا به.
والمنصور خلع ابن أخيه عيسى بن موسى من ولاية العهد وجعلها في ابنه محمّد المهديّ.
شرح كيفيّة الحال في ذلك
هو عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس أمير الكوفة وهو ابن أخي المنصور. كان عيسى بن موسى قد جعله إبراهيم الإمام وليّ عهد بعد المنصور، وأخذ له البيعة على الناس وحلّفهم له، فلما كبر المهديّ بن المنصور شغف المنصور به شغفا شديدا، فأحبّ أن يبايع له بالخلافة، فخلع عيسى بن موسى وأشهد عليه بالخلع، وبايع للمهديّ وجعل عيسى بن موسى بعده.
شرح كيفيّة خلع عيسى بن موسى
قد اختلف أرباب السّير في كيفيّة خلعه. فقيل: إنّ المنصور التمس منه ذلك وكان يكرمه ويجلسه عن يمينه، ويجلس المهديّ عن يساره. فلمّا فاوضه المنصور في خلع نفسه قال: يا أمير المؤمنين: كيف أصنع بالأيمان [2] التي في رقبتي في رقاب الناس بالعتاق والطلاق؟ والحجّ والصّدقة؟ ليس إلى الخلع سبيل. فتغيّر [1] الدالّة: إظهار المكانة. التعالي. [2] الأيمان: جمع يمين وهو القسم والعهد.
نام کتاب : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية نویسنده : ابن الطقطقي جلد : 1 صفحه : 169