responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 44
وبهذه الإدارة الجيدة من هاشم على المستويين الخارجي بأخذ الإيلاف من رؤساء الدول والقبائل العربية، والداخلي بإشراك أصحاب المبالغ الصغيرة مع الأغنياء، توسعت تجارة قريش، وأصبحت تلعب دورا مهمّا في التجارة الدولية في ذلك الوقت.
وبحكم موقع مكة ودورها التجاري وتوسطها القبائل العربية، أصبحت مكة سوقا للتبادل التجاري، تحصل القبائل العربية منها على حاجاتها، واستطاعت مكة أن تحافظ على هذا المركز بأن حرّمت الظلم في أسواقها، ومن أجل هذه الغاية كان حلف الفضول [1] ، حيث تعاقدت خمسة بطون قرشية ألاتدع مظلوما إلا نصرته [2] ، ويظهر أن هذا الحلف جاء بعد حصول نوع من التجاوزات في الأسواق المكية، وترد إشارات إلى أن هذه الأسواق كانت تدار بطريقة دقيقة، فكان لكل سوق قوم ينظمون شؤونه، ويحافظون على الأمن والنظام فيه، وكان هناك من يحمل السلاح في الأسواق لردّ المظالم [3] . ويشير إلى ذلك اليعقوبي (ت 292 هـ) بقوله: «وكان في العرب قوم يستحلون المظالم إذا حضروا هذه الأسواق فسموا المحلين، وكان فيهم من ينكر ذلك وينصب نفسه لنصرة المظلوم والمنع من سفك الدماء وارتكاب المنكر فيسمون الذادة المحرمين» [4] .
وتشير الروايات إلى دقة إدارة هذه الأسواق، فلكل سوق تاريخ معين يفترض ألا تتجاوزه، فيسمى لها تاريخ معين تبدأ فيه، ويسمى لها تاريخ تنتهي فيه، وقد ذكر هذه التواريخ مفصلة ابن حبيب (ت 245 هـ) في المحبّر [5] ، واليعقوبي (ت 292 هـ) في التاريخ [6] ، والقلقشندي (ت 821 هـ) في صبح الأعشى [7] .

[1] قال النبي صلّى الله عليه وسلم عن حلف الفضول: «شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم وإني أنكثه» رواه أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) . مسند أحمد، بيروت، دار صادر، المكتب الإسلامي. د. ت (ج 1، ص 190، 193) . وانظر: ابن هشام، السيرة (م 1، ص 122) . ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 126- 128) . وابن حبيب، المحبّر (ص 167) . المنمق (ص 45- 50) . والمقدسي، مظهر بن طاهر (ت 360 هـ) كتابه البدء والتاريخ، بغداد مكتبة المثنى سنة (1899 م) (ج 4، ص 137) .
[2] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 122) . وابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 126) . وابن حبيب، المنمق (ص 45- 50) . المحبّر (ص 167) . واليعقوبي، تاريخ (ج 3، ص 17، 18) . والفاسي، شفاء الغرام (ج 2، ص 99، 100) .
[3] جواد علي، المفصل (ج 7، ص 369) .
[4] اليعقوبي، تاريخ (ج 1، ص 271) .
[5] ابن حبيب، المحبر (ص 263- 268) .
[6] اليعقوبي، تاريخ (ج 1، ص 236) .
[7] القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد (ت 821 هـ) صبح الأعشى في صناعة الإنشا، القاهرة، وزارة الثقافة المصرية د. ت (ج 1، ص 410) (نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية) .
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست