نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى جلد : 1 صفحه : 202
تجاه الأمير؛ ولذا قال شارح سنن أبي داود (ت 275 هـ) : «إن العرافة تدبير أمور القوم والقيام بسياستهم، ولابد للناس من العرفاء ليتعرف على أحوالهم في ترتيب البعوث والأخبار والعطايا والسهام وغير ذلك» [1] ، وتتضح أهمية العريف التنظيمية هذه في غزوة حنين عندما اختلف الناس في سبي هوازن فقال لهم النبي صلّى الله عليه وسلم: «ارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم» [2] وذكر ابن حجر (ت 852 هـ) أن جندب بن النعمان الأزدي قدم على النبي صلّى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وجعله النبي صلّى الله عليه وسلم عريف قومه [3] ، وكان رافع بن خديج الأنصاري عريف قومه بالمدينة [4] .
وكانت رتبة «النقيب» [5] من الرتب التي ظهرت في هذه الفترة، وكان القران قد أشار إليها في معرض حديثه عن بني إسرائيل، وفي بيعة العقبة الثانية طلب النبي صلّى الله عليه وسلم ممن اجتمع لديه أن يخرجوا اثني عشر نقيبا كي يتحملوا مسؤولية البيعة والدعوة في المدينة [6] .
وظهرت رتبة قيادية أخرى هي رتبة «أمير التعبئة» ففي غزوة الفتح (8 هـ) جعل الرسول صلّى الله عليه وسلم من جيشه عدة أقسام ثم وضع على كل قسم منهم أميرا كان يتلقى تعليماته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فوضع الزبير على فرقة وأمره أن يدخل مكة من كداء، ووضع سعد بن عبادة على فرقة وأمره أن يدخل من كدي، ووضع خالد على فرقة وأمره أن يدخل من أسفل مكة، وكذلك أبو عبيدة دخل من أعلى مكة [7] ، ويلاحظ أن النبي صلّى الله عليه وسلم ولى هؤلاء على جيشه وزودهم بالتعليمات الأولية، إلا أنه ترك لهم حرية الحركة في إدارة المعركة ومواجهة المواقف واتخاذ القرارات الملائمة لواقع الحال دون [1] م. ن (ج 3، ص 92، 93) . [2] ابن هشام، السيرة (م 2، ص 489) . ابن سعد، الطبقات (ج 2، ص 156) . ابن حجر، فتح الباري (ج 27، ص 196، 197) . الخزاعي، تخريج الدلالات (ص 249) . [3] ابن حجر، الإصابة (ج 1، ص 251) . [4] م. ن (ج 1، ص 496) . [5] قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً [المائدة: 12] . انظر: أبا عبيدة معمر بن مثنى التيمي (ت 210 هـ) ، مجاز القران، تحقيق محمد فؤاد سزكين (ط 1) مصر، (1374 هـ، 1954 م) (ج 1، ص 156) . ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ) ، تفسير غريب القران، تحقيق أحمد صقر، بيروت، دار الكتب العلمية، (1398 هـ، 1978 م) ، (ص 141) . [6] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 443) (كعب بن مالك) . ابن كثير، السيرة (ج 2، ص 198) . ابن كثير، البداية والنهاية (ج 3، ص 161) . [7] الصنعاني، المصنف (ج 5، ص 289) . ابن هشام، السيرة (م 2، ص 406) . الطبري، تاريخ (ج 3، ص 117، 118) (ابن إسحاق) . وانظر: عواد، الجيش والقتال (ص 192) .
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى جلد : 1 صفحه : 202