نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 167
الفصل الخامس: الجهات المسئولة عن التربية
مدخل
...
الفصل الخامس: الجهات المسئولة عن تطبيق المنهج الإسلامي في التربية
مسئولية التربية:
تقع مسئولية التربية في الإسلام على جهات معينة منوطة بتطبيق ما جاء به الدين الحنيف من الآداب والأخلاق، وهي تنحصر في: الأسرة، المدرسة، المسجد، المجتمع.
وتبدأ تربية الأولاد أول ما تبدأ في البيت، فالوالدان يهضان سويا بمسئوليات الأولاد ويعملان معا على تكوين الأسرة المسلمة التي هي في الحقيقة النواة الأولى لبناء المجتمع الفاضل.
وقد حدد الإسلام مسئولية كل من الزوج والزوجة وبين كل منهما حقوقه واجباته، كما بين للأولاد حقوق الوالدين وحضهم على البر بهما، ورفع من منزلتهما إلى درجة سامية تكون بعد عبادة الله وتوحيده.
وقد فطر الله سبحانه وتعالى قلب الوالد والوالدة على الرحمة بالأولاد والرأفة بهم، وكان رسول الله صلى الله عليه سلم مثال الرحمة والرأفة بولده وبأولاد المسلمين. وهذا الشعور النبيل بالعطف على الأبناء له في تربية الأولاد أثر عظيم.
وشريعتنا الغراء قد رسخت في القلوب خلق الرحمة وحظت الكبار من آباء ومعلمين ومسئولين على التحلي بها والتخلق بآدابها. ولكن هذه الرحمة وهذا العطف الحنان نحو الأولاد ينبغي ألا تطغى عليه الجهاد في سبيل الله تبليغ الدعوة إلى الله؛ لأن مصلحة الإسلام في ذلك فوق كل اعتبار، يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} .
وروى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس جميعا"، يجب أن تمتد جسور من التعاون بين الأسرة والمسجد والمدرسة والمجتمع حتى تحقق الثمرة المرجوة من التربية الدينية، ويطهر العالم الإسلامي من أدران الفتن وأمراض العصر التي تتزايد فيه يوما بعد يوم. على نحو ما سنناقشه في السطور التالية.
نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 167