أخوان الشياطين" [1] . فهذا تنفير من النبي صلى الله عليه وسلم على من ترك النكاح وهو قادر عليه.
واستدل الشافعية أولاً: بقول الله عز وجل مادحاً يحيى عليه السلام: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [2] ، وقالوا إن معنى الحصور هو: من يتجنب النساء مع القدرة على ذلك قاله الشافعي [3] ، ولو كان النكاح أفضل لما مدح الله عز وجل يحيى بتركه.
ثانياً: بقوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} [4] الآية.
وهذه الآية جاءت في سياق الذم وهذا يدل على أن التخلي للعبادة أفضل.
قَال البغوي: فيه إشارة إلى التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة. (5)
واستدل الجمهور:
بأن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على النكاح ورغّب فيه، وفعله عليه الصلاة والسلام، وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم يدل على أنه سنة، وترغيبه وحثه يدل على أنه سنة مؤكدة. [1] انظر: المسند 5/163 ومصنف عبد الرزاق 6/171 يرقم 10387 والحديث ضعيف انظر: الموسوعة الحديثية مسند الإمام أحمد 35/355، وذكر ابن حجر لهذا الحديث طرقا وقال: لا تخلو من ضعف واضطراب. انظر: الإصابة 2/489. [2] آل عمران آية 39 [3] انظر: مختصر المزني ص 163 والحاوي 9/32 والسنن الكبرى 7/83 [4] آل عمران آية 14
(5) تفسير البغوي 1/284