نام کتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام نویسنده : الطريقي، عبد الله جلد : 1 صفحه : 39
وقال وهب بن منبه (ت 110 هـ تقريبا) : " من السرف أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده، وما جاوز الكفاف فهو التبذير " [1] .
ويفرق ابن القيم (ت 751 هـ) بين الجود والسرف اللذين ربما تداخلا أو اشتبه الأمر فيهما على كثير من الناس، فيقول: " إن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه، والمسرف مبذر، وقد يصادف عطاؤه موضعه، وكثيرا لا يصادفه، وإيضاح ذلك أن الله بحكمته جعل في المال حقوقا، وهي نوعان: حقوق موظفة وحقوق ثانية، فالحقوق الموظفة كالزكاة والنفقات الواجبة، والثانية كحق الضيف ومكافأة المهدي وما وقى به عرضه ونحو ذلك، فالجواد يتوخى بماله أداء هذه الحقوق على وجه الكمال طيبة بذلك نفسه. . . فهو يخرج ذلك بسماحة قلب وسخاوة نفس وانشراح صدر، بخلاف المبذر فإنه يبسط يده في ماله بحكم هواه وشهوته جزافا لا على تقدير ولا مراعاة مصلحة. . . " [2] .
(2) ومن كلامهم في التوجيه إلى الاقتصاد والاعتدال في النفقة والمعيشة:
ما جاء عن غير واحد من السلف: " الاقتصاد نصف المعيشة " [3] .
وورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه (ت 32 هـ) قوله: " حسن التقدير في المعيشة أفضل من نصف الكسب " [4] .
وقال عبد الملك بن مروان (ت 86 هـ) لعمر بن عبد العزيز حين زوجه ابنته فاطمة: ما نفقتك؟ [1] الدر المنثور (السابق) . [2] الروح لابن القيم ص235. الطبعة الثالثة 1386هـ. [3] روي هذا عن أنس وابن عمر مرفوعا وموقوفا، ينظر: كشف الخفا ومزيل الإلباس للعجلوني. الحديث رقم 476. [4] عيون الأخبار لابن قتيبة 3 / 331.
نام کتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام نویسنده : الطريقي، عبد الله جلد : 1 صفحه : 39