أصبح الجانبان: المنهجي والفني، مقياس جودة البحث العلمي وقبوله في الوقت الحاضر، تركز عليهما المؤسسات العلمية العريقة؛ نظرًا لأن برامج الدراسات العليا تهتم بصياغة باحث، بمنهج معين، وتفكير منظم، وهو الهدف الأساس من برامج هذه المرحلة التعليمية. جاء في كتاب "الدليل إلى كتابة البحوث الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه" ما يوضح هذه الحقيقة في المقالة التالية:
"غالبًا ما يكون تنظيم معلومات الرسالة ملفتًا للانتباه، وقد أصبح يحتل الدرجة الأولى من هذا التدريب العلمي أكثر من دراسة الموضوع، وجوانب الجدة فيه، فمن خلال طريقة استعمال المعلومات في موضعها الصحيح تتجلى قدرة الكاتب وملكته العلمية، فالالتزام بعمل علمي يفرض اتباع الطرق المتبعة، والمعترف بها علميًّا، وتعلمها، والتعرف عليها مسبقًا جعل اتباعها أمرًا سهلًا. وعلى العكس من ذلك لو لم توجد سابق معرفة بها، أو كان تعلمها خطأً"[1].
الطباعة:
مسئولية البحث -كتابة، وتنظيمًا، وتصحيحًا- هي مسئولية الباحث، سواء قام هو بنسخه، أو عهد به إلى آخر؛ إذ لَا بُدَّ في جميع الأحوال من التأكد من التزام المنهج السليم، واتباع الطرق الفنية في تحضير البحوث، ووضعها في القالب الذي يعترف به الوسط العلمي الجامعي المتطور.
البحوث الجامعية مرآة العصر، تنعكس فيها روحه شكلًا ومضمونًا وأسلوبًا؛ فمن ثَمَّ تأتي تقديراتها حسب موافقتها لمعايير عصرها، وأصبح لهذا أثره على السمعة العلمية، ليس على الباحث نفسه؛ بل إلى ما هو [1] Pikford and Smith, p. 44.