1798 م كانت حملة صليبية جديدة فاجتمعوا يواجهونها ويجاهدونها الجهاد المقدس في سبيل الله رأت " درية شفيق " أن اعتبار تاريخ مصر الحديثة يبدأ بنزول الفرنسيين إلى وادي النيل - مبدأ مقبول إلى حد بعيد، وتقول:
(ذلك لأن مصر شهدت جديداً أثناء تلك الحملة وأنها منذ عرفت الفرنسيين عرفت التقدم في مراحله جميعاً وأنها مضت قدماً نحو أهداف سياسية واجتماعية ... ) [231] .
لماذا فشلت " درية شفيق "؟
(كانت " درية شفيق " قلقة مضطربة كالعصر الذي ظهرت فيه فلم تكن في تعقل
" هدى شعراوي " التي كانت تتحرك كجزء في الجهاز العام لحركة " التنوير " التي وضع أسسها الشيخ " محمد عبده " و " قاسم أمين " و " سعد زغلول " على اختلاف مواهبهم الدينية أو الفكرية أو السياسية.
ولم تستطع " درية شفيق " أن تسوس الرجل فتملكه ثم تطلب ما تريد كما فعلت سابقاتها ولكنها أرادت أن تثور على الرجل فتأخذ حقها غلاباً بأسنانها وأنيابها فلم تستطع لأن أنياب الرجل وأظافره لا تزال أقوى وستظل كذلك.
أما السبب الأكثر خطورة في فشل " درية شفيق " فيتمثل في أنها رأت أن من النساء من هن أحق من الرجال بحق التمثيل السياسي وأنه من العار بزعمها " أن يصوت الطاهي وتحرم من ذلك السيدة التي تستخدمه في منزلها " [232] فتجاوزت بذلك الحدود والأطوار الأمر الذي لم يقبله الرجل ولم يرض عنه) [233] . [231] السابق ص (29) ومما يعكس بعضاً من تلك الأهداف الاجتماعية ما حكاه الجبرتي في " تاريخ عجائب
الآثار والتراجم والأخبار " وقد تقدمت الإشارة إليه، فراجع ص (73 - 76) .
(232) " الحركة النسائية " د / إجلال خليفة ص (174) .
(233) " المؤامرة على المرأة المسلمة " ص (108 - 109) .