نام کتاب : عمارة المساجد المعنوية وفضلها نویسنده : الحميدي، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 48
كما أنه يدل على عنايتهم بالصلاة وأنها أغلى عندهم من أنفسهم وأموالهم، وهذه الصلاة التي عُمرت بالخشوع وكللت بحضور القلب مع الله تعالى هي الصلاة المؤثرة، التي أنجبت أبطالا عظماء كهؤلاء الصحابة الكرام، فعلى قدر ما يعطونه ربهم جل جلاله في الليل من الخضوع والتذلل وتجريد القلب لعبادته يعطيهم بالنهار من القوة على مكابدة الأعداء ومواجهة الشدائد، ولذلك لا نجد في الأمر غرابة إذا وجدناهم ينامون قليلاً من الليل ويواجهون عدوهم مع انبلاج الفجر بعزائم قوية وهمم عالية تفوق طاقة الكفار بأضعاف، مع أن أعداءهم قد أخذوا قسطًا أكبر بكثير من النوم والراحة، فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كما جاء في وصفهم " عُبَّاد في الليل فرسان في النهار ".
ونلاحظ في هذا الخبر أن عَبَّاد بن بشر قد أغفل من حساب فكره النظر إلى مستقبل أولاده وأهله وأمواله فيما إذا أصيب واستشهد، وإنما كان يوازن النظر حينما رماه ذلك الرجل بين أمرين: أن يكمل السورة التي بدأها أو أن يقطعها ليوقظ أخاه عمارًا حتى لا يضيَّع المهمة الكبيرة التي
نام کتاب : عمارة المساجد المعنوية وفضلها نویسنده : الحميدي، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 48