وقد ذكر الشيخ الألباني هذا الحديث ونسبه لابن نصر والطبراني وقال:" سنده حسن "[1]. ولم يتكلم على عيسى بن جارية.
والطبراني ذكر هذا الحديث في المعجم الصغير[2] بإسناده عن يعقوب بن عبد الله القمي عن عيسى بن جارية،عن جابر بن عبد الله قال:" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر، فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج، فلم نزل حتى أصبحنا ثم دخلنا، فقلنا: يا رسول الله اجتمعنا البارحة في المسجد ورجونا أن تصلي بنا؟ فقال: إني خشيت أن يكتب عليكم ".
قال الطبراني:" لا يروى عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به يعقوب وهو ثقة، ولم يتكلم عن عيسى بن جارية ".
وذكر الذهبي هذا الحديث وقال: إسناده وسط[3].
أقول: عيسى بن جارية: هو الأنصاري المدني، قال الحافظ:" فيه لين ". وقال الذهبي:" روى عن جرير وجابر، وعنه أبو صخر حميد بن زياد، ويعقوب القمي مختلف فيه " قال ابن معين:" عنده مناكير "[4]. وفي الميزان: قال النسائي:" منكر الحديث " وجاء عنه:" متروك "، وقال أبو زرعة:" لا بأس به "، وأما يعقوب بن عبد الله القمي فهو – بضم القاف – أبو الحسن الأشعري، سبق أن وثقه الطبراني وقال النسائي:" ليس به بأس "، وقال الدارقطني:" ليس بالقوي "[5]. وحكم عليه الذهبي بأنه صدوق[6].
ويبدو من هذا أن الحديث لا يقل عن درجة الحسن، ولذا سكت عليه الحافظ، وحسنه الألباني، وقال الذهبي:" إسناده وسط ". والمعروف أن الذهبي من أهل الإستقراء.
ثم أخرج الإمامان الجليلان وهما ابن جبان وابن خزيمة في صحيحيهما إضافة إلى ذلك أنه موافق لحديث عائشة.
وبهذين الحديثين أخذ المحققون من علماء أهل الحديث والفقه. فإن أحداً منهم لم يقل بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أكثر من ثماني ركعات في رمضان أو في غير رمضان، وإنما الخلاف في الطول، والقراءة، والوقت، والجماعة، وغير ذلك. [1] انظر: صلاة التراويح ص 21. [2] المعجم الصغير: 1/19. . [3] انظر: ميزان الاعتدال: 3/311. [4] انظر: الكاشف: 2/366. [5] انظر الخلاصة للخزرجي: 3/182. [6] انظر الكاشف 3/292.