إن شهر رمضان موسم عظيم يغتنمه عباد الله المخبتون، يزداد فيه إيمانهم، وتعظم خشيتهم لمولاهم، ويقوى إخلاصهم لخالقهم، ولا يفرطون بشيء من أوقاته، ولا يرضون بتضييع لحظة من لحظاته، فهم في عبادة مستمرة، وطاعة دائمة يرجون مغفرة الخالق ورحمته، ومنه عليهم بدخول جنته.
ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلَّك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهر عصيان
ولتذكير نفسي أولا، ثم إخواني المسلمين بما ينبغي أن نكون عليه، خلال أيام شهر رمضان ولياليه، أعددت هذه الصفحات، وكتبت عليها عددا من النصائح والتوجييات، وأشرث فيها إلى بعض ما يقع من المخالفات، استنبطتها من آيات القرآن العظيم، وحديث سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وكلام أصحابه والتابعين، ومن جاء بعدهم من علماء السلف الكرام الطيبين.
سائلا الله تعالى أن يحسن النية والقصد، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه قريب سميع مجيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أفقر العباد إلى الملك الجواد: أبو وائل، عبد الكريم بن صنيتان العمري، المدينة النبوية- ص ب 89 غرة ربيع الأول 1421هـ